الجميع يضيع الوقت، سواء الموظف الشاب الجديد في المكتب، أو الموظف القديم الذي يشعر بالملل ويحاول أن يتصفح الانترنت أو حتى المدير الذي لم يعد يمكنه التركيز عما يقوم به ويحتاج الى قليل من الراحة.
إضاعة الوقت عمداً أو من دون قصد شائعة جداً في الحياة بشكل عام وفي بيئة العمل بشكل خاص. في إحدى الدراسات الأميركية تبين أن غالبيية الموظفين يدركون بأنهم يضيعون أكثر من ٣٠ دقيقة يومياً وحتى أن بعضهم وصل به الحد الى نصف يوم عمل كامل.
في موضوعنا هذا لن نتطرق الى إضاعة الوقت بشكل متعمد، بل بتلك العادات اليومية التي قد يخيل إليك بانه لا تأثير لها لكنها بشكل أو بأخر تجعل نهارك يتبخر من دون إنجاز شيء.
1- الطقوس اليومية
لكل شخص طقوسه الصباحية الخاصة، بعضها مفيد وبعض ليس كذلك. البعض مثلاً يحتاج إلى تناول القهوة وقراءة الصحف أو متابعة مواقع التواصل لـ ٢٠ دقيقة على الأقل. أما في بيئة العمل ففقد يصار إلى تناول القهوة وتبادل الأحاديث لربع ساعة على الاقل.
الطقوس هذه بغالبية الحالات لا تعد إضاعة للوقت لانها تحضرك نفسك وعقلياً، لكن الخطر هنا يكمن في أن الطقوس اليومية هي ممارسات روتينية والأفعال الروتينية تجعلك غير مدرك للوقت الذي تمضيه وأنت تقوم بها.
فترات الراحة وقراءة الاخبار خلال يومك ليست بالضرورة طقوس سيئة لكنها بالتأكيد تؤثر على إنتاجيتك.
2- الملهيات
الملهيات عديدة جداً، والبعض مدرك تماماً لواقع بأنه يستسلم لها. مواقع التواصل باتت المصدر الأول لإضاعة الوقت، الأحاديث العابرة خلال قيامك بعمل ما، وحتى الإجابة على المكالمات الهاتفية جميعها من الأمور التي تشتت إنتباهك وتركيزك.
قد تظن بأن مكالمة هاتفية سريعة لا تأثير لها، لكنها في الواقع ليست جزءاً من مجموعة صغيرة من الملهيات فحسب بل ستعيدك خطوات عديدة الى الوراء بحيث ستجد نفسك تتوقف لبرهة لإستعادة التركيز ثم الإنطلاق في إتمام ما كنت تقوم به.
3- التواصل غير الفعال
التواصل ضروري جداً وفعال، لكن بعض أنواع التواصل في عصرنا الحالي تعتبر مضيعة للوقت. مثلاً يصلك بريد الكتروني وتجد نفسك تكتب أطروحة لتفسير فكرة بسيطة جداً يمكنك تفسيرها عبر الهاتف أو شخصياً بأقل من ١٠ دقائق
لا تدع أسلوب تواصل الاخرين، في حال لم يكن فعالاً، تم فرضه عليك. إن وجدت أن أفضل طريقة لإيصال فكرتك بأقل وقت ممكن تختلف عن الأسلوب المعتمد فقم بإعتمادها.
4- عدم القدرة على التأقلم
قد تكون قد أمضيت فترة طويلة في عملك لكنك ولسبب ما ترفض التأقلم مع أي تغيير يطرأ. السبب هنا قد يكون لأنك تظن بأن نمط حياتك الحالي جيد وترفض الخروج من محيطك المريح، أو قد يكون لأنك من الأشخاص المثاليين الذي يظنون بأن مقاربتهم الحالية هي الأفضل وبالتالي يرفضون التأقلم مع المتغيرات.
لو إفترضنا أنك تعمل على أمر ما، وعلمت بأن الزبون أو المدير يسعى خلف ما هو مختلف عما تقوم به.. المنطق يقول بأن عليك التوقف وإعادة التفكير والتنفيذ لكن البعض يعتبرون أن ما هو مطلوب غير منطقي فيرفضون تعديل عملهم والنتيجة إضاعة مهولة للوقت لأنهم بطبيعة الحال لم يقدمون ما يريده الزبون أو المدير.
5- الأولويات غير الصحيحة
البعض يعاني من تحديد المهام التي عليهم منحها الأولوية، أو قد يقومون بتأجيلها مراراً وتكراراً لانها أما لا تروق له أو لانهم يعلمون مسبقاً أنها منهكة. تحديد الأولويات يجب أن يتم وفق جدولك اليومي أو الأسبوعي وإنجاز المهام الهامة والضخمة دائماً يأتي قبل المهام الصغيرة التي يمكن تأجيلها.
6- التردد وعدم القدرة على الحسم
التردد من أكثر الأمور التي تضيع وقتك . الموقف لا يتعلق بدقيقة أو ٥ دقائق قد تمضيها قبل أن تقرر لكن في واقع أن تفكيرك سينحصر في هذه النقطة بالذات لوقت طويل حتى قبل حسم الأمور. وعليك فإن نسبة تركيزك على ما تقوم به ستكون في حدها الأدنى لانك تفكر وبشكل دائم بأمور اخرى لم تتمكن من حسمها.
7- حمل الأحقاد وكره الاخرين
سواء كان الحقد لزميل عمل أو لشخص آخر خارج بيئة العمل.. فإن الكره وحمل الأحقاد تجعل وقتك يتبخر بسرعة. لو إفترضنا أنك في مكتبك وإلتقيت أو رأيت شخصاً ما تكرهه، المشاعر التي تشعر بها ستجعلك تتوقف كلياً عن العمل، لان كل ما يمكنك التفكير به هو مدى كرهك له.
وبطبيعة الحال هذه المشاعر تشل أي قدرة على التفكير وقد يتطلب منك الأمر مدة زمنية لا بأس بها لإستعادة تركيزك كاملاً. في المقابل لو كنت خارج العمل وتمضي وقتك الخاص في مطعم ما أو مع الاصدقاء وصادفت من تكرهه ستكتشف لاحقاً بأنك لم تستمتع بوقتك وأن رؤيته أفسدت جلستك وهكذا خسرت ساعة أو ساعتين من وقت الراحة والاسترخاء لصالح مشاعر سلبية .
صحيفة الحدث