لا تزال وسائل التواصل الاجتماعي تفاجئنا يومًا بعد يوم، بقدرتها على تغيير حياة الناس.. هذا ما حدث مع مهاجر فلسطيني صاحب مطعم بمدينة "أدمنتون" في كندا الذي أصابته الدهشة من تدفق أعداد كبيرة من الزبائن للأكل في مطعمه الصغير، وشكره على حادثةٍ جرت قبل يوم في مطعمه، كان قد نسيها، لولا أنها انتشرت على الشبكات الاجتماعية.
القصّة بدأت يوم الثلاثاء 27 آذار 2016، حين دخل شاب جائع إلى مطعم ماهر الطويل طالبًا منه الطعام دون مقابل، فما كان من صاحب المطعم إلا أن أجلسهُ وقدّم له وجبة طعام كبيرة مجانًا، هذا الموقف الكريم من صاحب المطعم، لفت انتباه إحدى الزبائن ـ واسمها مكانزي بريند فولد ـ كانت تتناول وجبة طعام مع والدها، وحين رجعت إلى منزلها كتبت القصة ونشرتها على صفحتها في موقع التواصل فيس بوك. وكما النار في الهشيم، انتشرت القصة لتغدو حديث الرأي العام، ووصل عدد مشاركاتها إلى أكثر من 7 آلاف مشاركة.
وفي اليوم التالي، فوجئ صاحب المطعم بطوفان بشري يتدفق على المكان، بعد وصول المئات لتقديم الشكر له على ما فعله، والتعرُّف إلى مطعمه، وتناول الوجبات فيه. وقال ماهر إنه رأى أشخاصًا لم يسبق أن رآهم في حياته، كما لم يشهد المطعم حضورًا مثل هذا العدد منذ افتتاحه قبل عامين، وأضاف أنه تأثر كثيرًا بردود فعل الناس وشكرهم له. وأكد الطويل أن أحد الزبائن أصرَّ على تقديم 20 دولارًا ـ وهي قيمة الوجبة التي أطعمها للشخص الجائع ـ مضيفًا: إنها مبادرة جميلة من الناس، ولن أبخل على مساعدة المجتمع الكندي الذي ساعدني في حياتي منذ وصولي وفتح ذراعيه لي .
وأوضح صاحب المطعم الذي قدم مهاجرًا إلى كندا عام 2002، أنه تردد قبل عامين في افتتاح مشروعه؛ لوجود مشكلة طبية في قدمه، لكنه أقدم على الخطوة، وكان يواجه صعوبات، وعرض المطعم للبيع.
الفتاة مكانزي التي كانت السبب في نشر القصة، عادت ووضعت منشورًا آخر على صفحتها في فيس بوك، شكرت فيه كل من تفاعل مع القصة وذهب لدعم المطعم الصغير، وقالت إن ماهر وزوجته لن يضطرا إلى بيع المطعم بعد ذلك، وسيستمر في إطعام البطون الخاوية.
نقلا عن قدس دوت كوم