الاقتصادي- الأظافر الاصطناعية الطويلة والشعر المتطاير ليست أول ما تلاحظه عندما ترى فتيات الـ"SPEED SISTERS"، فالغبار المتناثر، وزيت السيارات، والبزات المنتفخة باتت جزءًا من هوية هؤلاء الفتيات اللواتي يشعلن الشوارع الفلسطينية بسياراتهن السريعة وبتحديهن كثيرا مما فرض المجتمع.
أعضاء الفرقة
"أخوات السرعة" أو "Speed sisters" هي أول فرقة متسابقات سيارات في فلسطين، وهي تضم ميسون جيوسي، قائدة الفرقة التي تبلغ الـ38 من العمر، والتي حولت الإحباط التي لاقته في الحواجز والأزمة إلى شغف لقيادة السيارات السريعة، وتضم أيضًا منى علي (29 عامًا)، وهي من أولى المتسابقات في فلسطين، ومرح زحالقة (23 عامًا) التي تحولت إلى بطلة سباق سيارات بسّن الـ19، ونور داوود (25 عامًا) التي اعتادت أن تحرز المرتبة الأولى في معظم سباقاتها، وبيتي سعادة (35 عامًا)، وهي تنحدر من عائلة احترفت سباق السيارات.
اهتمام عالمي
وكانت الفرقة الفكرة الرئيسية للوثائقي العالمي الذي جاء بعنوان "أخوات السرعة"، والذي يتناول مغامرات النساء اللواتي قررن غزو رياضة يحكمها الرجال في دولة محافظة مثل فلسطين، وتناول الوثائقي الذي عرض في مهرجان دولي، العقبات التي اضطرت هذه الفتيات تخطيها والصور النمطية التي التصقت بخيارهن باحتراف سباق السيارات.
بداية الحلم وانتزاع الاعتراف
"كنت أتسابق عندما كنت طفلة، وأعد نفسي لاحتراف السرعة، فكنت أتسابق مع فتيان من المدرسة قبل حصولي على رخصة قيادة"، تقول منى علي، التي كانت تستعير سيارة أختها وتقودها ليلاً في شوارع رام الله، وهكذا تحولت من فتاة تهوى السيارات إلى أول امرأة تنضم لاتحاد سباق السيارات الفلسطيني الذي تأسس عام 2005.
وتتابع: "في البداية لم يتقبل الأولاد أن أسابقهم، لكنني تابعت وأكدت عليهم أنني سأسابق سواء وافقوا أم لا، وما زلت أتحدى الكثيرين في سبيل متابعة السباق".
وهكذا فتحت علي الطريق أمام العنصر اللطيف للانضمام إلى الاتحاد.
تقبل العائلة والزملاء الذكور لهذه الفتيات كانت تحديًا عظيمًا، وهذا ما تناوله الوثائقي، الذي يحكي معاناة عائلاتهن للحصول على المال في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعشيه الفلسطينيون، لاحتراف هذه الرياضة الباهظة التي تتطلب تكاليف السيارة، والصيانة المستمرة، والتدريب الذي قد يكلف عشرات الآلاف من الدولارات.
دعم ومعاداة
تبين المتسابقة زحالقة أن ردود فعل عائلتها ما زالت متفاوتة، فأباها مثلاً يعتبر نفسه أول المعجبين بإنجاز ابنته، في حين يحاول جدّها إقناعها على التخلي عن شغفها. لكن رغم الاستهجان الذي تلاقيه إلا أن الدعم يبق أقوى، فالعائلة فضلت إنفاق أموالها على شراء سيارة لها وتأجيل شراء قطعة الأرض التي كانوا ينوون شراءها لبناء منزل عليها.
الواقع العلمي والمادي أصعب من الأحلام
تعيش الفتيات في الضفة الغربية، حيث تتدرب أيضًا، إلا أن افتقار مدنهن لمسارات للسباق وعدم قدرة المتسابقات على اقتناء سيارات سباق حقيقية، هو من أكثر ما يجعل حلمهن صعبًا، فتضطر أعضاء الفرقة لتعديل سيارات عادية وتحويلها إلى سيارات قد تصلح للسباق.
كما أنهن يجبرن على التدرب في أراض ضيقة جدًا وملاصقة للمجمعات العسكرية الاحتلالية.
جهد يؤتي أكله
قائدة الفريق الجيوسي تذكر أنه عندما أسست "أخوات السرعة" كان الناس ينظرون إليهن كأنهن من الفضاء، وتقول: "ما إن شغلنا محركاتنا حتى تبدلت آراء الناس فينا، وبات لنا معجبين وحتى داعمين، واستطعنا أن نثبت أننا لا نخاف من مزاحمة الرجال في رياضة خلقت لهم".
ترجمة: وفاء الحج علي
المصدر: The guardian