نابلس- الاقتصادي-وفاء الحج علي- العجوز الجالسة على الأرض في إحدى أكثر شوارع نابلس ازدحامًا (دوار الشهداء) لتبيع الخضار والفاكهة الموسمية باتت أحد معالم المدينة.
فالعجوز التي تعرض أمامها أكثر الخضار والفواكه رواجًا بالموسم مثل العكّوب، تعطي نكهة من الأصالة والهوية التي تجعل من مطبخ مدينة نابلس أحد أبسط وأعقد المطابخ الفلسطينية في الآن نفسه.
العكوب النابلسي في الضواحي
الحاجة أم صبري من قرية جماعين (جنوب نابلس)، حضرت إلى المدينة خصيصًا لشراء الكعوب، وتبيّن أنها تعلمت هذه الطبخة من إحدى صديقاتها اللواتي ولدن وترعرن في المدينة.
وتقول: "لم تكن أمي تطبخ العكوب عندما كنا صغارًا، لكني تعلمت صنعه من خبراء العكوب أي أهل نابلس، ومنذ ذلك الحين أحاول أن أجهزه لعائلتي مرة في العام على الأقل".
"العكوب ليس فخرنا الوحيد"
أم غازي، التي بلغت من العمر السبعين، وهي من إحدى عائلات نابلس العريقة، تقول إن العكوب هو واحد من الأطباق الكثيرة التي يشتهر بها أهل المدينة.
وتعرب عن اشتياقها لتلك الأيام التي كانت فيها البيتزا اسم بلا معنى، وتضيف: "كان الأكل أشهى وأفيد، ورغم سهولة تحضيره ونكهته الطيبة إلا أنه لم يعد مرغوبًا من أبناء هذا الجيل".
أطباق تشتهر بها نابلس
تذكر أم غازي بعض الأكلات النابلسية التي اعتاد الناس تحضيرها، منها:
وهو طبق مكوّن من العدس المجروش والأرز المطهوان مع بعضهما. ويتبل هذا الطبق بالكركم وينكه بالبصل المقلي.
وهي أصابع من العجين الذي يرقق جيدًا وبطبخ بدون خميرة، ويؤكل مع المسلوعة. وهو عجين بلا خميرة.
وهي عبارة عن طبق مكون من الفول واللن والخبز المقطع.
وهو طبق من اللبن (الجميد) والزهر أو الكوسا، مع البصل واللحم.
وهي تتكون من الباذنجان المقطع، واللحم المفروم، والخبز وصلصة البندورة.
وهي عجينة منكهة بالثوم، تحمر بالخبز.
وهو حلو مكون من نبات القرع، الذي يطبخ مع السكر ويؤكل مع عجينة "الزلابية" الرقيقة والشفافة والمنكهة بالسمن والقزحة.
وهو نوع من الحلو الذي يخبز بنفس طريقة الكنافة، إلا أنه عبارة عن رقاقات من العجين مع الجبن أو اللوز أو الجوز، وهو حلو كان يحضر بالأعياد.
وهي من أكثر ما يميز مدينة نابلس عن غيرها.
لماذا تغيب هذه الأكلات؟
لينا المصري هي ربة منزل تبلغ الـ40 من العمر، عند سؤالنا عما إذا كانت هذه الأطباق ما تزال أكثر الطعام شعبية في المدينة، تجيب وهي تحضر الغداء لأطفالها: "للأسف بات الجيل الجديد يفضل الأكلات الجديدة السريعة، فعندما أخير أطفالي بين مطفية زهر أو بيتزا، فإنهم سيختارون دون شك البيتزا".
لكن لماذا هذا العزوف عن الأكل الذي كبر عليه أهل المدينة؟
تبين المصري أن هذه الأطباق ليست صعبة التحضير، كما أنها ليست مكلفة، إلا أن ما نشاهده في حياتنا اليومية وفي التلفزيونات والمطاعم من أطباق جديدة وغريبة وسريعة جدًا، تجذب الانتباه للأطباق الدخيلة، خصوصًا عند أفراد الجيل الجديد، مضيفة أن انشغال ربات البيوت في العمل أو الدراسة يجبرهن على الاعتماد على الأكل العملي السريع بدلاً من التمسك بالأطباق القديمة.