رام الله – الاقتصادي- محمد علوان- مع صباح كل ثلاثاء يستعد المزارعون الساعون إلى ترويج بضاعتهم من زيت الزيتون والمخللات المربيات والعسل والالبان والبقوليات والتمر الفلسطيني والزعتر البلدي والمفتول البلدي والمشروبات الطبيعية المركزة.
إيمان تركمان أنشأت مزرعة صغيرة بعد تخرجها من الجامعة، وأصبحت مزرعتها "كالدكانة" تجهزها وتلتقط ما فيها وتتوجه إلى مدينة رام الله لتبيع منتوجاتها، تقطفها بعناية وترتبها في صناديق بلاستيكية وتضعها على باب المزرعة لتأتي سيارات النقل الخاصة السوق لنقلها وهو ما يوفر عليها معاناه النقل وتكلفته.
وتقول تركمان:" منذ عام ونصف وانا أقطف وأبيع في هذا السوق، وفر لي هذا السوق الأمان، فأنا لا أفكر في أي مشكلة من مشاكل التسويق التي يعاني منها أي مزارع فلسطيني"، وهذا الأمان هو المقابل المادي الذي تحصل عليه لقاء هذه المنتجات، حيث تبيعها بسعر موحد طوال الموسم، ولا يؤثر عليها أي تقلب بالأسعار في السوق، كما يحدث في سوق الخضار العام في المدينة.
افتتح سوق الثلاثاء في رام الله في العام 2013، ويباع فيه الخضروات والفاكهة الخالية من الكيماويات والمصنعات الغذائية الخالية من المواد الحافظة، وفي هذا السوق زبائن ينتظرون هذه المنتجات العضوية، الخالية من أي مواد كيماوية، ويقدرون قيمتها الغذائية، وهو ما يميز منتجات تركمان، فهي تعتمد أسلوب الزراعة البيئة التي لا تستخدم فيها أي من أنواع الأسمدة أو الكيمياويات، والتي تعتبر من أنواع الزراعات الآمنة على صحة الإنسان.
وأصبح هذا السوق منذ افتتاحه وجهة الباحثين عن مواد عضوية 100%، ويوفر السوق كل الإمكانيات اللازمة للمزارعين الذين اعتمدوا الزراعة البيئية والعضوية، وتباع المنتجات بأسعار مرضية.
خلق فرص عمل جديدة
وتشرف بلدية مدينة رام الله مع شركة عدل للغذاء العضوي على هذا السوق، ويباع فيه أكثر من 140 صنفا غذائيا، توفر من خلال التعاون مع جمعيات وتعاونيات نسائية في القرى المهمشة، يتم التعاون معهن لصناعة هذه المنتجات وبيعها، ويستفيد منه أسر بكاملها، ليشكل هذا السوق مصدر رزق بشكل دوري قائم على تسويق منتجات زراعية فلسطينية.
"يتميز السوق بتقديمه الغذاء الآمن الناتج عن الصناعات البيئية والمنتجات التي تصنعها سيدات بدون أي استخدام للمواد الحافظة، وتستخدم موارد طبيعية للحفظ كالزيتون والملح، وكما نوفر تدريب لهؤلاء السيدات على تحسين بيعهم"، يقول جهاد عبدو مسؤول التسويق في شركة عدل للغذاء العضوي.
مناشدة
ويضيف عبدو:" نحن بهذا السوق نسعى إلى تحويل شعار المقاطعة إلى برنامج للسيادة الغذائية والنساء المهمشات والقطاع الزراعي هم القائمين الحقيقين على الوصول إلى هذا الهدف، إلا اننا بحاجة لدعم من الجهات الرسمية الفلسطينية من خلال تبنيها ودعمها".
ويرى المستهلكون الذين لا يعانون من الازدحام الذي يعانيه المارون بالأسواق الأخرى، بأن هذا السوق يشكل سوقا فلسطينيا خالصاً، حيث يتجول المشتري دون ان يهاب شرائه للبضاعة الاسرائيلية، التي تباع بالغالب على أنها فلسطينية، والتي تكون بالغالب من متبقيات السوق الاسرائيلي أو الفائض عن حاجته، بالإضافة إلى شرائهم منتجات طبيعية 100% وخالية من المواد الحافظة أو الكيمائية.