الأم الغزية تشعل بشقائها شمعة عيدها
ABRAJ: 2.08(%)   AHC: 0.80(%)   AIB: 1.10(0.00%)   AIG: 0.18(5.26%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.30(0.00%)   AQARIYA: 0.82(%)   ARAB: 0.80(%)   ARKAAN: 1.33(0.00%)   AZIZA: 2.57(1.98%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.49(%)   BPC: 3.80(%)   GMC: 0.76(5.00%)   GUI: 2.08(%)   ISBK: 1.16(0.00%)   ISH: 1.00( %)   JCC: 1.60(6.43%)   JPH: 3.60(0.55%)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.60(%)   NAPCO: 0.99( %)   NCI: 1.70(4.94%)   NIC: 3.05(3.39%)   NSC: 3.07( %)   OOREDOO: 0.75(0.00%)   PADICO: 1.02(0.00%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 4.04(1.00%)   PEC: 2.84(7.49%)   PIBC: 1.04(0.95%)   PICO: 3.39( %)   PID: 1.90(1.55%)   PIIC: 1.80( %)   PRICO: 0.30(0.00%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.16( %)   RSR: 4.50( %)   SAFABANK: 0.80( %)   SANAD: 2.20( %)   TIC: 2.95( %)   TNB: 1.23( %)   TPIC: 2.00( %)   TRUST: 2.99( %)   UCI: 0.43( %)   VOIC: 6.77( %)   WASSEL: 1.07(0.00%)  
12:00 صباحاً 22 آذار 2016

الأم الغزية تشعل بشقائها شمعة عيدها

عيد الأم.. ذلك اليوم الذي تستقبل فيها الأمهات التهاني والهدايا شكرا وعرفانا لعطاء لم ينضب.. بينما هو يوم اعتيادي للأم الغزية رجاء حنيدق الذي يبدأ بتلبية احتياجات أبنائها الثمانية في الصباح الباكر ثم التوجه لمدرستها الحكومية لمتابعة شرح دروس التاريخ لطالباتها.

ولدى عودتها للمنزل تترقب المعلمة رجاء أن تكون عدة هدايا بمناسبة عيد الأم بانتظارها، لكنها كما كل يوم سترى في نجاحات أبنائها المستمرة وتفوقهم الدراسي الهدية التي لا تقدر بثمن.

والمعلمة رجاء (53 عاما) حاصلة على بكالوريوس تربية تخصص تاريخ من الجامعة الإسلامية في غزة عام 1986 وتزوجت بعد ذلك بعام قبل أن تبدأ رحلتها بالتدريس عام 1994.

هي أم لثمانية أبناء ثلاثة منهم ذكور وخمس إناث، ويكمن مبعث الفخر لديها بتوفير التعليم الجامعي للأربعة الكبار منهم، والباقون ينتظرون دورهم لبلوغ المرحلة.

تقول المعلمة رجاء إنها تكفلت بتعليم كل أبنائها تتاليا من راتبها الشهري بفعل ظروف زوجها الذي يعمل مؤذنا غير مثبت لدى وزارة الأوقاف والشؤون الدينية.

وعن يوم الأم تقول " هو يوم التضحية والفداء والمحبة والعطاء المتواصل، فالأم هي الجندي المجهول التي يحارب طوال حياتها من أجل أبنائها الذين لا يوجد أغلى وأعز منهم".

وتضيف "لا أنتظر من أبنائي في عيد الأم سوى أن يكونوا الأبناء الأبرار المخلصين لدينهم ووطنهم، وأن يكونوا بأفضل حال من حيث المستوى التعليمي والمستقبل المطمئن .. فهذا سيعوضني عن تعب السنين".

وتحتفل الأمهات في العالم بعيدهن يوم 21 مارس من كل عام.

وعادة ما يخصص هذا العيد لشراء الهدايا والورود للأمهات من أبنائهن عرفانا بدورهن، غير أن كثير من الأمهات في قطاع غزة يستحققن أكثر من مجرد يوم ليكون عيد لهن.

إذ أن المئات منهن يضطررن لمغادرة منازلهن بغرض العمل سعيا لإثبات ذاتهن وبالدرجة الأساسية لتوفير مستلزمات حياة كريمة لأبنائهن، خصوصا في ظل ما يعانيه قطاع غزة من معدلات فقر وبطالة قياسية تصل إلى ما يزيد عن 42% بحسب إحصائيات فلسطينية ودولية.

وحسب الإحصائيات فإن نسبة المشاركة في القوى العاملة للأفراد 15 عاما فأكثر في قطاع غزة تبلغ حوالي 44% بواقع 68% للذكور و20% للإناث.

وعوضا عن المهن الاعتيادية يحدث لكثير من الأمهات في غزة أن يضررن للعمل بمهن قاسية.

ومن هؤلاء غدير تايه (28 عاما) التي تجد نفسها مضطرة يوميا للتعامل مع آلة منشار حادة لتقسيم قطع الأخشاب السميكة أو مطرقة لتجميع تلك القطع، وذلك في مركز "زينة" للنساء في شمال قطاع غزة.

وتقول تايه إنها أم لثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين ثلاثة وثمانية أعوام وتدرك أنهم بحاجة تواجدها بجانبهم، لكن ظروف زوجها الذي لا يجد فرصة عمل منذ عامين دفعتها للجوء لهذا العمل حتى لو كان غير اعتيادي للنساء أمثالها.

وتضيف أنها تغادر عملها عند ساعات العصر واشتياقها كبير لأبنائها وقلقها أكبر على حالهم من دونها طوال ساعات فراقهم، لكنها تدرك أنهم عندما يكبرون سيفهمون كم عانت وكابدت من أجل مصلحتهم.

وفي نفس المركز النسائي تعمل إسراء نجم (39 عاما) في مشغل للخياطة لتستعين بما تحصل عليه من مقابل مالي في توفير مستلزمات أطفالها الخمسة الذين تعتمد عليهم منذ وفاة والدهم قبل ثلاثة أعوام.

وتشير إسراء إلى أنها تتقن كل ما يطلب منها من أعمال، والأهم أنها سعيدة لحصولها على فرصة عمل تساعدها على إدخال البهجة إلى قلوب أبنائها حتى لو كان ذلك على حساب راحتها.

وتضيف أنها لو توفر لهم فرصة عمل ثانية لما رفضتها، إن كان ذلك سيجعل أبنائها أكثر سعادة ويشعرون براحة أكبر لأن هذا ما كل ما تطلبه في الحياة.

نفس الشعور ينتاب خضرة حسان التي لم يمنع تجاوزها (43 عاما) من عمرها في أن تحمل الحصى من الطرقات بنفسها لتنقلها داخل عربة يجرها حمار إلى الكسارات في المناطق النائية مقابل مبلغ مالي زهيد.

وحسان أم لأربعة أطفال كانت تعمل قبل بضعة شهور في بيع الخضار في سوق (فراس) الشعبي في غزة، إلا أن قلة ما تحصل عليه مقابل ذلك دفعها للبحث عن عمل آخر حتى لو كان أكثر مشقة على جسدها الضعيف.

وتجمع حسان الحصى من مناطق المنازل المدمرة أو من الأراضي النائية تبيع كل عربة تنقلها بمبلغ 15 شيقل إسرائيلي، وتقول إنها في أحسن حالات نشاطها تملأ ثلاث عربات يوميا.

وفي طريق عودتها لمنزلها المغبر بالشقاء كحال كل يوم عمل تسارع حسان العودة إلى منزلها وأطفالها لتحتضنهم وتنسى ولو قليلا شقاء ساعات نهارها التي تنعكس عليها إرهاقا وتعبها خلال ساعات الليل ونومها المبكر استعدادا لعمل آخر.

وإن رفضت حسان مطلقا فكرة تصويرها وتحدثت بصعوبة عن حياتها فإنها بدت سعيدة لدى سؤالها عن عيد الأم وما يحمله لها من معاني وهي تردد "أبنائي كل حياتي من أجلهم أعيش وأموت، ولما أشوفهم كبروا ونجحوا بيكون أحلى عيد عندي".

 

 

المصدر: بوابة اقتصاد فلسطين

 

Loading...