توقع مختصون نفطيون أن تواصل أسعار النفط الخام مكاسبها السعرية خلال الأسبوع الجاري بعدما اختتمت الأسبوع الماضي على صعود بنحو 2 في المئة، وغلبت حالة الارتفاع على أداء الأسواق بشكل عام، وحقق الخام الأميركي مكاسب مستمرة للأسبوع الرابع على التوالي.
وتلقت الأسواق دعما بشكل رئيس من تقرير إيجابي لوكالة الطاقة الدولية أكد أن الأسعار وصلت بالفعل إلى قاع سعري، خاصة بعد صعود الأسعار بنسبة 50% في أقل من شهر، كما دعم الأسعار هبوط الإنتاج الأميركي بنحو 3% في يناير الماضي في أغلب الولايات الأميركية، وفقا لصحيفة " الاقتصادية".
في المقابل، استمرت حالة القلق النسبي في الأسواق من احتمال عودة الأسعار المنخفضة بسبب عدم حسم قضية تجميد الإنتاج وصعوبة عقد اجتماع بين منتجي "أوبك" والمنتجين المستقلين لبحث التعاون المشترك وسبل السيطرة على فائض المعروض النفطي حيث تم تأجيل الاجتماع الذي كان متوقعا عقده في روسيا في 20 مارس الجاري إلى الشهر المقبل وسط شكوك يثيرها البعض بشأن احتمال عقده.
وترجع صعوبات عقد اجتماع المنتجين في الأساس إلى الموقف الإيراني، حيث تصر طهران على رفع إنتاجها إلى أربعة ملايين برميل يوميا - وهو مستوى إنتاجها نفسه قبل فرض العقوبات الاقتصادية – كشرط أساسي قبل بحث فكرة الانضمام إلى المنتجين في قرار تجميد الإنتاج، وهو الأمر الذي لا يلقى ترحيبا من بقية المنتجين ويعتبرونه ضغوطا لإفشال مبادرة تجميد الإنتاج التي ترعاها السعودية وروسيا وفنزويلا وقطر وتبلورت ملامحها الأولى في اتفاق الدوحة الشهر الماضي.
وأوضح لـ"الاقتصادية"، رينيه تسفانبول مدير شركة "طاقة" في هولندا، أن هناك ضغوطا متواصلة من الجانب الإيراني لاستثنائها من الانضمام إلى اتفاق تجميد الإنتاج لحين رفع صادراتها إلى أربعة ملايين برميل، وهو الأمر الذي لا يلقى قبولا بين المنتجين الذين اشترطوا منذ إعلان اتفاق الدوحة على ضرورة الانضمام الجماعي للتجميد دون استثناءات.
وأشار تسفانبول إلى أن الموقف الإيراني يجهض جهود التعاون بين المنتجين ويهدد بانعكاسات سلبية على الأسواق التي نجحت على مدار الشهر الماضي في تعويض بعض من خسائرها والحفاظ على مسار أسعار مرتفع نسبيا متمنيا نجاح مباحثات ألكسندر نوفاك وزير الطاقة الروسي في طهران هذا الأسبوع في الضغط على إيران لتغيير موقفها.
وأضاف تسفانبول أن طهران تسعى إلى الحصول على وضع استثنائي أشبه بوضع العراق في فترة الحرب والعقوبات الاقتصادية ولكن ظروف السوق مختلفة بشكل كامل لأن حالة تخمة المعروض أرهقت الأسعار على مدار عامين، مشيرا إلى أن رفع الإنتاج الإيراني من مليون برميل إلى أربعة ملايين برميل يوميا سيعزز هذه التخمة ويبدد مكاسب الشهر الماضي ويعرقل مسيرة الارتفاعات السعرية التي بدأها السوق بحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية.
ومن جهته، توقع لاديسلاف جانييك مدير شركة سلوفاكيا للنفط "سلفونفط"، أن تواصل أسعار النفط التعافي هذا الأسبوع وخلال الأسابيع المقبلة بشرط عدم حدوث أي انتكاسة في جهود التعاون بين المنتجين سواء بإلغاء اجتماعهم أو عقد الاجتماع دون نتائج فعلية لأن كلا منهما سيؤثر تأثيرا سلبيا واسعا في الأسواق. وأشار جانييك إلى أن الإنتاج الأمريكي سيهبط هذا العام بنحو 530 ألف برميل يوميا وهو ما يمثل دعما جيدا للأسعار خاصة أن نمو الصادرات الإيرانية ما زال حتى الآن ضعيفا وأقل من التوقعات السابقة.
وأوضح جانييك أن التقرير الأخير لوكالة الطاقة الدولية بث أجواء إيجابية في السوق وسيدعم نمو الأسعار خاصة مع استمرار توقف الإنتاج عالي التكلفة، ما سيدفع إلى عودة سعر البرميل إلى قرابة 50 دولارا في الأمد القريب، بحسب توقعات الوكالة والكثير من الدوائر المالية والاقتصادية.
ونوه جانييك إلى أن تراجعا مماثلا قد يحدث في الفترة المقبلة فيما يخص المخزونات النفطية الأمريكية وسعر الدولار أمام بقية العملات الرئيسية ما ينعكس إيجابيا على دعم مسيرة تعافي الأسعار على الرغم من بعض توقعات لمصارف دولية باستمرار ارتفاع المخزونات النفطية لفترة غير قصيرة.
وكالات