وكالات- في السوق العالمية يراوح سعر برميل النفط بين 105 و110 دولارات. لكن "الدولة الاسلامية في العراق والشام" تبيع نفطها ببراميل سعة 225 ليتراً، بدل 158 ليتراً وفق المعايير العالمية، وبسعر يراوح بين 20 و30 دولاراً للبرميل الواحد. أرقام إنتاج "داعش" من النفط متضاربة، لكنّها لا تقل في أي حال عن 70 ألف برميل يوميا في سوريا وحدها، ما يؤمن لها مصدر تمويل رئيسياً لدفع الرواتب، ولتمويل العمليات العسكرية. على أراضي "الدولة" يراوح سعر ليتر البنزين بين دولار و1.5 دولار، وقارورة الغاز بثلاث دولارات لا أكثر، أما برميل المازوت فيتحرك سعره بين 53 دولاراً و110 دولارات تبعاً لنوعيته.
ووفق دراسة أجراها "المرصد السوري لحقوق الانسان" تتوزع حقول النفط ومعامل الغاز التي تقع تحت سيطرة "داعش" في سوريا على الشكل الآتي:
1 - حقل العمر: يباع منه يومياً 10 آلاف برميل بسعر 6500 ليرة سورية للبرميل. وتسيطر مجموعات من مسلحي العشائر على الآبار البعيدة شرقي الحقل والتي يصل إنتاجها إلى نحو 12 ألف برميل يومياً، بينما يسيطر مجموعات عشائرية أخرى على آبار أخرى إلى الغرب يبلغ إنتاجها نحو 10 آلاف برميل.
2 - حقل التنك، الذي يصل إنتاجه إلى نحو سبعة آلاف برميل يومياً، أما الآبار البعيدة عنه فإنتاجها نحو 20 ألف برميل في اليوم.
3 - حقل الورد المتوقف عن العمل ما عدا بئراً واحدة تنتج 200 برميل يومياً.
4 - حقل التيم وطاقته 300 برميل يومياً.
5 - حقل الجفرة والآبار البعيدة عنه ويصل معدل إنتاجها اليومي إلى ألف برميل كما يضم الحقل عشرات الآبار المتوقفة.
6 - معمل غاز "كونيكو" مع الآبار البعيدة عنه وينتج نحو ثلاثة آلاف برميل يومياً. كما يُضخ الغاز إلى خزانات أنشأتها "الدولة الإسلامية" لتعبئة قوارير الغاز المنزلي بمعدل ألفي قارورة يومياً تباع الواحدة بسعر 500 ليرة.
7 - محطة الخراطة النفطية وتنتج 900 برميل.
8 - محطة ديرو وطاقتها الإنتاجية نحو 500 برميل يومياً، بينما تنتج مجموعات عشائرية كميات أقل.
9 - محطة "تي 2" التي تقع على طريق خط النفط العراقي السوري وهي متوقفة.
مصدر تمويل
يقول الخبير الإقتصادي السوري، سمير سعيفان، أن سوريا كانت تنتج في 2011 نحو 380 ألف برميل نفط يومياً بأنواع مختلفة، لافتاً إلى أن غالبية هذا الانتاج كانت تستعمل لتلبية الطلب المحلي. وأوضح أن استغلال النفط يقوم على استعمال الآبار الذاتية الدفع التي تنتج الخام من دون الحاجة إلى مضخات أو تقنيات، لافتاً إلى أن النفط المستخرج يوضع في حرّاقات بدائية أو في مصافٍ بسيطة كلفة الواحدة منها ما بين 200 ألف إلى 500 ألف دولار، لاستخراج مشتقات بنوعية رديئة.
واعتبر في حديث لـ "المدن" أن إعادة القطاع النفطي السوري إلى ما كان عليه قبل بدء الأزمة صعبة للغاية لأن المصافي الرئيسية وتقنيات تشغيل الحقول تعرضت لعمليات نهب وسرقة وإساءة استخدام وبعضها بيع قطع غيار".
وعن سيطرة "داعش" على القطاع أشار إلى أن "هذا التنظيم الإرهابي ركز منذ البداية على السيطرة على منابع النفط لأنها تؤمن مدخولاً بملايين الدولارات يومياً". واستدرك أن هذه السيطرة سببت للتنظيم مشاكل مع العشائر والقبائل. لكن "الدولة" تحاول استرضاءهم والتوصل إلى اتفاقات معهم.
ورداً على سؤال عن الكميات التي ينتجها التنظيم يومياً قال: "هناك أرقام تشير إلى ما بين 70 ألف برميل إلى 80 ألفاً، لكني أتوقع أن يكون الرقم أقل من ذلك لأن الانتاج يدوي ولا يمكن أن يصل إلى هذه الكميات، وهم يبيعون البرميل بسعر يراوح بين 20 إلى 30 دولاراً، ما يؤمن لهم مدخولاً شهرياً يناهز مئة مليون دولار تساعدهم في دفع الرواتب واستقطاب مسلحين، إضافة إلى تقديم المساعدات وتلبية الطلب على المحروقات".
ونفى سعيفان أن يكون "داعش" يتاجر بالنفط على مستوى واسع، مؤكداً أن الزبائن الذين يشترون النفط الخام هم تجار محليون وبعض الأتراك.
وكان وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس أكد من نيودلهي، الإثنين الماضي، أنّ بلاده لديها ادلة على أن داعش تبيع جزءا من نفطها إلى الحكومة السورية".
في العراق أيضا
في العراق استولت "الدولة" على حقلي نجمة والقيارة وإلى الجنوب قرب تكريت سيطر مقاتلوها على حقلي حمرين وعجيل، وفي المحصلة يبلغ عدد الحقول النفطية الواقعة في أراضي "داعش" نحو 80 حقلاً.
ولفتت مصادر إلى أن كميات أكبر من النفط الخام بعضها من حقل النجمة تُباع أيضاً عن طريق مهربين إلى تجار أتراك بأسعار تبلغ نحو 25 دولاراً للبرميل. ويتقاضى "داعش" دولاراً واحداً أو 1.5 دولار لليتر البنزين بزيادة كبيرة عن الأسعار السابقة.
ويُنتج حقل القيارة، الذي تقدر احتياطياته بنحو 800 مليون برميل، سبعة آلاف برميل يومياً من الخام الثقيل قبل أن يستولي "داعش" عليه وعلى مصفاة قريبة طاقتها 16 ألف برميل يومياً. وشددت المصادر على أن التنظيم يحرص على الحفاظ على سلامة المنشآت في القيارة، وأنه يملأ الصهاريج بالخام. ونُقل عن صاحب شركة شحن في الموصل أنه يشتري 250 برميلاً من النفط الخام من المسلحين بستة آلاف دولار.
إلى الجنوب، يسيطر مقاتلو "الدولة" قرب تكريت على حقل عجيل الذي ينتج 25 ألف برميل في اليوم و150 مليون قدم مكعبة من الغاز تُضخ إلى محطة كركوك للكهرباء التي تسيطر عليها الحكومة. كما استولت "الدولة" على حقل حمرين الذي يراوح إنتاجه بين خمسة آلاف وستة آلاف برميل يومياً. وقدر مصدر عراقي مطلع أن "داعش" حقق نحو عشرة ملايين دولار في الاسبوعين الأولين من تموز من تجارة النفط العراقي، قبل وقف التهريب.