بعد أن تحول الطفل السوري الغريق إيلان كردي "أيقونة" لمأساة اللاجئين السوريين ورحلات الموت التي تحملهم بقواربها لتلقي بهم جثثاً في العديد من المرات على ضفاف المتوسط، ها هو الطفل الغريق بقميصه الأحمر وكفيه الصغيرين يطفو مجدداً على ضفاف فرانكفورت.

إلا أن إيلان هذه المرة لن يكون جثة هامدة فوق رمال أحد الشواطئ التركية، بل صورة غرافيتي ضخمة، سيشاهدها آلاف المارة والركاب والمسافرون عبر النهر في مدينة فرانكفورت الألمانية.

الصورة البالغ حجمها 120 متراً مربعاً للطفل السوري ذي الثلاثة أعوام الذي غرق في سبتمبر مع أمه وأخيه لدى محاولتهم الوصول إلى أوروبا، وأثارت صورته تعاطفا عالميا مع المهاجرين الهاربين من الحرب والفقر، رسمها الغرافيتي يوستوس بيكر وعمره 38 عاماً بمشاركة رسام آخر. وقال: "نشعر بالحزن الشديد تجاه الأطفال الذين يموتون ونحن غاضبون. نريد أن نعمل على قضايا نواجه بها مجتمعنا."

ورسمت الصورة في الناحية المقابلة من النهر للبنك المركزي الأوروبي ليتسنى للعاملين فيه رؤيتها. وشدد بيكر على أن مشروع إيلان - الذي اُستخدم فيه 50 لترا من دهان الحائط و80 علبة من رذاذ الطلاء - يهدف لإثارة المشاعر بنقل قضية اللاجئين إلى بيوت الألمان أنفسهم.

وأوضح قائلاً "نأمل أن نحث الناس على إعادة النظر بشكل عاطفي في مخاوفهم الأنانية من اللاجئين القادمين إلى ألمانيا." وأضاف بيكر الذي يقوم بأعمال تطوعية للاجئين في ألمانيا برفقة زميله "إنه نصب تذكاري يمثل كل الأطفال الذين ماتوا وهم يحاولون الهرب من الحرب إلى أوروبا".

يذكر أن أكثر من مليون مهاجر من ضمنهم لاجئون هربوا من الفقر والحرب في الشرق الأوسط وصلوا إلى الاتحاد الأوروبي العام الماضي، ويعبر معظمهم البحر من تركيا إلى اليونان في رحلة محفوفة بالمخاطر، قبل أن يتجهوا شمالا إلى ألمانيا مرورا بدول البلقان.

 
 
 
رويترز