يسعى المنتجون لجني أرباح المكاسب الأخيرة في أسعار العقود الآجلة للنفط ويبرمون صفقات بيع آجلة بما قد يقوض فرص المزيد من التعافي لأسعار الخام نظرا لعدم ثقتهم في القفزة التي شهدتها عقود شهر أقرب استحقاق منذ يناير كانون الثاني.وارتفع خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة لأقرب استحقاق شهري بما يزيد عن 40 في المئة من أدنى مستوياته في 12 عاما والذي سجله في أوائل العام ليتجاوز الآن 40 دولارا للبرميل.ويأمل المنتجون بأن تكون موجة هبوط الأسعار المستمرة منذ 20 شهرا قد بلغت مداها لكنهم لا يثقون ثقة كاملة في حدوث تعاف الأمر الذي يتجلى في منحنى العقود الآجلة لخام برنت حتى عام 2020.ومنذ يناير كانون الثاني فإن الفارق بين أسعار خام برنت في عقود تسليم 2020 في نهاية المنحى وبين الأسعار الفورية للإمدادت انحفض بنحو ثمانية دولارات إلى حوالي 10.71 دولار للبرميل.وقال أحد المتعاملين في العقود الآجلة للنفط "يأتي نزول منحنى الفارق بين الأسعار الفورية والآجلة لخام برنت منذ يناير كانون الثاني مع سعي كثير من المنتجين لجني أرباح فورية من الزيادات الأخيرة في الأسعار. يقبلون بكثافة على إبرام صفقات بيع لعام 2017-2018 وما بعده ويظهر ذلك أنهم لا يثقون ثقة كاملة حتى الآن في ارتفاع الأسعار الفورية."وأضاف "يعني ذلك أن المنتجين لا يتوقعون في الحقيقة صعودا قويا للأسعار حتى 2017 أو بعد ذلك."وتسعى الشركات التي تقوم بالتنقيب عن النفط واستخراجه إلى الاستفادة من صعود الأسعار من خلال إبرام عقود بيع آجلة للإنتاج في المستقبل كوسيلة للتحوط المالي وهو ما يدفع أسعار تلك العقود للهبوط بحسب مصادر مطلعة.
وقالت المصادر إن هذا التحرك يحميهم من أي هبوط محتمل جديد في السوق كما حدث في النصف الأول من 2015 لكنه قد يحول أيضا دون تعافي الأسعار في المستقبل.
وشهدت أسعار الخام هبوطا على مدى 20 شهرا وسط تخمة المعروض العالمي مع ارتفاع الإنتاج عن الطلب بما لا يقل عن مليون برميل يوميا وهو ما أدى لامتلاء صهاريج التخزين في أنحاء العالم بإمدادات النفط الفائضة.
وبينما يعتقد كثير من المحللين أن أسعار النفط بلغت القاع في أحد أكبر دورات الانخفاض على الإطلاق والتي دفعت أسعار الخام للهبوط بنحو 70 في المئة منذ منتصف 2014 ينحاز آخرون إلى المنتجين ويحذرون من أن التعافي المستدام لا يزال بعيدا.
وقال بنك جولدمان ساكس الاستثماري هذا الأسبوع إن صعود أسعار النفط جاء في وقت مبكر وإن "ارتفاع أسعار الخام سيرتد في الاتجاه المعاكس كما حدث في الربيع الماضي" إن لم يؤد الهبوط إلى خفض الإنتاج.
وقالت وود ماكينزي لاستشارات الطاقة التي تقدم المشورة لمعظم المنتجين الرئيسيين بشأن الاستثمارات إنها تتوقع "انخفاض المتوسط السنوي لأسعار النفط في 2016 عن 2015 ثم يتعافى بعد ذلك في 2017 وهو ما يعكس فائضا كبيرا في المعروض ومستويات مرتفعة للمخزونات في النصف الأول من 2016." (إعداد علاء رشدي للنشرة العربية - تحرير عبد المنعم درار)
رويترز