لم تجد خريجة الخدمة الاجتماعية خلود شمالي، سوى العمل في صناعة المشغولات الخشبية للتغلب على ظروفها الاقتصادية الصعبة ومساعدة أسرتها.
بدأت شمالي التي تقطن حي الشجاعية شرق مدينة غزة التدرب على هذا العمل الشاق بالنسبة لها قبل ستة شهور في برنامج "ارادة" للتأهيل والتدريب المهني.
"تعلمت صناعة علب الحلوى والبراويز والساعات والمجسمات الخشبية". تقول شمالي، وتضيف "يعّد العمل في هذا المجال أمرا غير مألوف للنساء في غزة لأنه كان مقتصرا على الرجال تضيف شمالي وهي تقوم بتحفيف قطعة خشبية".
وتابعت: "بعد تخرجي من الجامعة لم اجد فرصة عمل في تخصصي الدراسي، فاضطررت للتدرب على صناعة المشغولات الخشبية التي قد تساعدني ماديا"، منوهة الى انها حصلت على فرصة للعمل لمدة ثلاثة شهور بطالة.
ويعاني سكان قطاع غزة (1.9 مليون نسمة) ظروفا اقتصادية صعبة حيث تتجاوز نسبة البطالة 40% بسبب الحصار الاسرائيلي المفروض منذ حوالي عشرة أعوام.
وعن مدى تقبل أسرتها للانخراط في هذا المجال، أشارت شمالي الى عدم اعتراض ذويها على هذا العمل بل شجعوها على خوض تلك التجربة التي تؤكد انها نجحت فيها رغم الصعاب التي واجهتها في البداية.
من جانبها بينت نائب المدير العام للتمويل والعلاقات العامة منال حسنة، أن مشروع "ارادة" للتأهيل والتدريب المهني للأشخاص ذوي الاعاقة تم اطلاقة في عام 2012 بدعم من الحكومة التركية وبرنامج الامم المتحدة الانمائي والبنك الاسلامي للتنمية ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة العمل الدولية ومؤسسة التعاون ومجموعة الاتصالات الفلسطينية والوكالة السويسرية للتنمية والتعاون.
وعن اهداف البرنامج، تقول حسنة لـ "وفا": "يهدف البرنامج لإعادة دمج الاشخاص ذوي الاعاقة اجتماعيا واقتصاديا في المجتمع."
ومنذ انطلاق البرنامج جرى تدريب 700 شخص من ذوي الاعاقة في تخصصات أكاديمية وحرفية مختلف بهدف اكسابهم مهارات عملية مطلوبة في سوق العمل لتحسين فرص تشغيلهم ورفع مستوى ثقتهم بأنفسهم.
وتضيف حسنة" تم تشغيل 400 شخص منهم لمدة 12 شهرا براتب شهري 400 دولار، ودعم انشاء 9 ورش حرفية لمجموعة اخرى بهدف تسهيل دمجهم في المجتمع.
ويبلغ عدد الاشخاص ذوي الإعاقة في محافظات غزة أكثر من 43 ألف شخص، بما نسبته 2,4 % من إجمالي عدد سكان قطاع غزة.
وبلغت نسبة الإعاقة بين السكان نحو 1,9%، بواقع 60% ذكور و40% إناث، وأن أكثر الإعاقات هي الإعاقة الحركية التي شكلت 32,5%.
وحسب الإحصائية الصادرة حديثا عن الإغاثة الطبية والجمعية الوطنية لتأهيل المعاقين، فإن نحو 65% من ذوي الإعاقة يعانون من واقع اقتصادي متردٍ، وأن نحو 68% متعلمون بدرجة معينة والبقية لا يجيدون القراءة والكتابة.
وفي ورشة أخرى كانت الأربعينية ماجدة مراد تمسك "دباسة" حديدية كبيرة لتثبيت قماش أريكة خشبية "كنباية".
وتعمل مراد التي تقطن حي الشيخ رضوان شرق مدينة غزة وتعيل ثلاث اخوات بعد وفاة والديها، في مجال تنجيد الأثاث "الكنب" منذ أكثر من عام.
وتضيف، "تعلمت على يد مدربين أكفاء كيفية قص الخشب وتجميعه والتنجيد واختيار لون القماش"، لافتة الى أنها واجهت في بداية عملها صعوبات وانتقادات لعملها في هذا المجال الذي يحتاج الى جهد عضلي وقوة جسمانية.
وتابعت: "بعد اقناع اخواتي والمقربين لي عملت في هذا المجال الذي يحتاج الى "الذوق" بجانب القوة الجسمانية، مشيرة الى أنها تعاني من اعاقة في ركبتيها الا أنها تحب عملها وتبدع فيه، وتقوم بصناعة ما يحتاجه الزبائن الذين يأتون للشراء"، منوهة الى انها تعمل الآن على بند البطالة لمدة ثلاثة شهور.
مراد أعربت عن أملها في افتتاح ورشة عمل لصناعة وتنجيد الكنب برفقة زميلاتها في البرنامج كآمنة فياض التي اتقنت المهنة بشكل جيد.
نقلا عن "وفا".