ممثل أطباء فلسطينيي أوروبا : مستشفيات غزة تستخدم أدوية منتهية الصلاحية لعدم توفر بديل
AHC: 0.80(%)   AIB: 1.07(%)   AIG: 0.16(%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.23(1.36%)   AQARIYA: 0.78(%)   ARAB: 0.84(1.18%)   ARKAAN: 1.29(0.00%)   AZIZA: 2.84(%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.48(0.67%)   BPC: 3.73(3.04%)   GMC: 0.79(3.95%)   GUI: 2.00(%)   ISBK: 1.10(0.00%)   ISH: 1.00(2.04%)   JCC: 1.52(0.65%)   JPH: 3.58( %)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.47(%)   NAPCO: 0.95( %)   NCI: 1.68(%)   NIC: 3.00(0.00%)   NSC: 2.95(%)   OOREDOO: 0.80(0.00%)   PADICO: 1.00(0.99%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 3.92(0.76%)   PEC: 2.84(%)   PIBC: 1.05(%)   PICO: 3.50(%)   PID: 1.91(%)   PIIC: 1.72(%)   PRICO: 0.29(%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.06(0.00%)   RSR: 4.50(%)   SAFABANK: 0.65(%)   SANAD: 2.20(%)   TIC: 2.98(%)   TNB: 1.21(0.83%)   TPIC: 1.95(0.00%)   TRUST: 2.85(%)   UCI: 0.38(%)   VOIC: 5.29(%)   WASSEL: 1.00(0.99%)  
12:00 صباحاً 20 تموز 2014

ممثل أطباء فلسطينيي أوروبا : مستشفيات غزة تستخدم أدوية منتهية الصلاحية لعدم توفر بديل

وصل الإسعاف محملا بالمصابين والشهداء إلى بوابة قسم الاستقبال بمستشفى الشفاء في غزة، جلبة كبيرة، صحفيين، أطباء، شرطة تنظم حركة الصحفيين والناس، إلا أن الطبيب محمد أبو عرب لا يبالي بكل هذه الجلبة ليكون أول من يستقبل الإصابات من رجال الإسعاف ويجري لها الإسعافات اللازمة فور وصولها.
"محمد حسن أبو عرب" طبيب فلسطيني الأصل من مواليد مخيم شاتيلا في لبنان لعام 1963، نزح والداه من فلسطين المحتلة عام 1948 من منطقة مجد الكروم، يقيم الآن في النرويج ويعمل أستاذ محاضر في جامعة أوسلو للدراسات الطبية واستشاري التخدير والعناية المركزة في المستشفى الجامعي، وهو ممثل تجمع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا.
لا يترك الطبيب أبو عرب الذي وصل إلى قطاع غزة فور بدء العدوان المتواصل قسماً في مستشفى الشفاء إلا وله فيه موطئ قدم أو صداقة مع طبيب أو ممرض أو حتى عامل استقبال أو نظافة، فهو صاحب وجهٍ بشوش لا تغادر الابتسامة وجهه لكل من يلقاه.
الطبيب "أبو عرب" والذي يزور قطاع غزة للمرة الثالثة على التوالي، كان أولها مع انطلاق الانتفاضة الثانية في عام 2000، وثانيها مع حرب عام 2008/2009، ليؤكد في حديثه لمراسل "القدس" في دقائق استرقناها من وقته الثمين حيث يعمل في مستشفى الشفاء، يقول: "أنا متزوج من فلسطينية ولدي 5 أولاد، لديهم قلق لا يصل إلى حد المنع في زيارتي إلى غزة، بل بالعكس هم يشجعوني على الوقوف بجانب الناس وهم عنصر مساعد، فإن اثنين من أبنائي الخمسة يعملوا في مجال المعونات الطبية ومجال الإغاثة، فهم رُبوا على أساس أن لديهم ارتباط عميق في فلسطين، برغم أنهم كبروا وترعرعوا في الدول الغربية".
عمالقة الصمود
يعبر الطبيب أبو عرب عن حبه العميق لغزة وأهلها، ويعدها – من وجهة نظره – الأرض الفلسطينية الحرة المحررة، ليؤكد أنه ربطه على مدار زياراته الثلاث إلى غزة الكثير من الأصدقاء من فئات المجتمع المختلفة، وهو يعتز بذلك.
يقول: "أهل غزة لديهم إرادة غريبة في الصمود لا يفهمها إلا الذي يعيش الحرب، فهم صامدون رغم كل الصعاب، وقد يصل الناس في أي كان في العالم إلى درجة من الإحباط واليأس، إلا في غزة فكلما زادت الهجمة عليهم تقوى لديهم إرادة الصمود".
ويضيف: "هذه الروح ربما لا تجدها عند أحد في العالم حتى الفلسطينيين في الشتات، هذه روح الصمود الجبارة، فإذا غزة قالت نعم وركعت وأنا أستبعد ذلك، فهذا معناه أن آخر عمالقة الصمود في العالم قد انتهوا".
ويتحدث أبو عرب، عن أبرز المواقف التي عايشها مع أهل غزة وأثرت فيه، استذكر منها موقف الطفلة "أميرة القرم" التي خرجت من تحت الأنقاض في حرب عام 2009، وسافرت لتلقي العلاج في النرويج وكان أول طلبٍ لها بعد أن عُرض عليها كل ما تشتهي هناك، بأن تعود إلى غزة، فيما كانت أول فلسطينية ترفع دعوة ضد إسرائيل في هولندا.
ويشير إلى حالة المئات من الجرحى الذين يصلون إلى مستشفى الشفاء خلال العدوان الجاري، يقول: "لا يجد أحدهم عندما يستفيق من التخدير شيء يفعله سوى ترديد كلمة الحمدلله، ترافقها رفعه لإشارة النصر"، مستدركاً: "هذا الصمود مستحيل أن تجده في أي مكان في العالم" يقول الطبيب أبو عرب.
جرائم الحرب
يستغرب الطبيب أبو عرب من سؤال الصحفيين حول إمكانية استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي لأسلحة محرمة دولية، ليرد بعنفوان: "كل ما تفعله إسرائيل هو محرم دولياً وهو بمثابة جريمة حرب".
وأضاف متسائلاً: "أليس حصار شعب لأكثر من 7 سنوات جريمة حرب ؟!، أليس ضرب البيوت على رؤوس ساكنيها بحد ذاته جريمة حرب؟!، أليس استخدام أي سلاح طيران أو مدافع ضد مدنيين عُزل جريمة حرب ؟!".
ويؤكد: "أعمل في مستشفى الشفاء منذ بداية العدوان لم أرى إصابة لأي عسكري، فكل ما يصلون هم من المدنيين وخاصة الأطفال والنساء، فلا يجب أن نحصر جريمة الحرب في الأسلحة محرمة دولياً، جريمة الإبادة الجماعية والتي تتمثل في الحرب هي جريمة حرب"، مشدداً أن قوات الاحتلال تستخدم عملياً سلاح الدايم والفسفور وتهدد حياة الناس وتروع الأطفال والمدنيين.
ويتابع: "وصلنا في مستشفى الشفاء إصابات بسلاح الدايم المحرم دولياً والذي يتسبب في تهتك العظام، فيما كل الحرب التي تقاد ضد غزة هي جريمة حرب".
أدوية منتهية الصلاحية!!
"عندما يصلنا مصاب فإننا نعمل على علاجه بكل الإمكانيات المتوفرة لدينا رغم القصور الكبير فيها، لذا فإننا اضطررنا لاستخدام أدوية منتهية الصلاحية بجرعات مضاعفة حتى نضمن أن يكون المريض قد أخذ جرعته الكافية" .. يستوقف مراسل "القدس" حديث الطبيب ليسأل: "وهل يجوز استخدام أدوية منتهية الصلاحية ؟!" يرد الطبيب أبو عرب: "أعطينا البديل !!". 
فيما يذهب الطبيب أبو عرب إلى ما هو أبعد من ذلك، ليضيف: "أنهم يستخدمون بعض المهمات والأجهزة كبدائل عن أجهزة ومهمات غير متوفرة لدى وزارة الصحة".
ويعاني الطبيب والذي لا يغادر مجمع الشفاء إلا قليلا، من نقص في مهمات عمله، تحدث عن أهمها في مثال مادة "الأدرنالين" والتي تعتبر من أهم مواد إنعاش حياة المصاب فور وصوله للمستشفى فهي غير متوفرة لدى وزارة الصحة الأمر الذي يساهم في رفع أعداد الشهداء.
ويقول أبو عرب: "أستطيع أن أحصي لك أكثر من 20 نوع من الأدوية والمهمات لا تتوفر بالمطلق لدى وزارة الصحة على الأقل في المجال الذي أعمل فيه"، مؤكداً أن غزة تحرم من كل إمكانيات الصمود ورغم ذلك هي صامدة في حالة غريبة عن كل العالم.
ويؤكد الطبيب الفلسطيني، أنهم يحاولون عبر تجمع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا التواصل مع مؤسسات المجتمع الدولية للبحث عن الأدوية غير المتوفرة، داعياً إلى التدخل السريع لإنهاء أزمة نقص الأدوية والمهمات الطبية في غزة.
ويصف الطبيب أبو عرب حال زملاءه من أطباء مستشفى الشفاء بغزة يقول: "هنا الأطباء متعبين لدرجة أنهم باتوا لا يشعروا بالتعب، فهم يصلون الليل بالنهار من أجل إنقاذ حياة الناس".
ويضيف: "الأطباء يعلموا علم اليقين أنهم خط الدفاع الأخير، لأن انهياره يعني انهيار كل المجتمع، ومهمتهم تقليل كمية الإصابات والحفاظ على حياة الناس وتخريج أفراد قادرين على إعالة أسرهم، وفي ظل عدم وجود إمكانيات وضمان اجتماعي، لذا يجب أن تمنحوا هؤلاء الأمل بتمكينهم من العمل".
ويشهد أبو عرب لزملائه بأنهم من أجشع الأطباء في العالم، "والذي يشرفني أن أكون واحداً منهم" كما يقول.
رسائل 
واختتم الطبيب الفلسطيني، حديثه برسالة وجهها للمجتمع الدولي يقول: "أكبر عار على المجتمع الدولي أن يرى هذه الجرائم بحق أهل غزة وهو يتشدق ويتبجح بقضايا حقوق الإنسان وهنا حقوق الإنسان مهدورة".

كما دعا السلطة الفلسطينية، إلى المزيد من الرحمة والرأفة بهذا الشعب، ويقول: "اشفقوا على هؤلاء الناس وعلى هؤلاء الأطباء العاملين الذين يخدموا وهم خط الدفاع الأخير للصحة الفلسطينية، وأعطوهم معاشاتهم وجازوهم، ولا تظلموهم فهم ليس لهم علاقة بأي خلاف سياسي".بحسب قوله. 

(المصدر: القدس)

Loading...