في استطاعتك إن شئت أن تصبح مليونيراً في مدة لا تتجاوز الخمس سنوات. وقد حقق أحد الأثرياء العصاميين والخبير الاقتصادي، وواضع هذا المقال، ذلك في مدة أقل، لكن الأمر لم يكن سهلاً كما قال. إذ لا بد من تضحيات جسام، ومصاعب لا بد من قهرها، إنما بالعزيمة والإرادة تمكن هذا الملياردير من تحقيق ذلك.
كان التعامل مع سوء الطالع أكبر معلميه، وفقاً لمجلة «انتريرينور» ما سمح له ببناء نمط من المرونة ساعده في السير على الجمر.
خصال
يقول، إن التعامل مع الناس هو أكثر الخصال أهمية. إذ لا يمكن لامرئ أن يصبح مليونيراً دون معرفة كيفية التعامل مع الناس بجزم. ولا بد أن يكون متحسباً إذا انقلب عليه الأصدقاء، أو تعرض للغدر بطانته. وقد يحدث ذلك أحياناً في وقت غير متوقع.
سامح الناس
يقول هذا المليونير العصامي إنه اضطر لإخبار أفراد عائلته بعزمه على المضي في حياته الخاصة. وفي إحدى المرات أخذت أحد أبناء عمومتي جانباً في جمع عائلي وأخبرته بما يجول في خاطري، ومن الغريب أنه مات فجأة في الأسبوع التالي، ولو لم أسامحه على عدائيته، لكان هذا الهاجس سكنني إلى الأبد.
توجيه الموارد
في العام الأول من العمل مر بصعوبات مالية. وفي العام ذاته واجه عشرات من رسوم السحب على المكشوف على كل فاتورة تقريباً. بحيث إنه اضطر لبيع سيارته للوقوف على قدميه. لكنه أدرك أن عليه الصمود، والإبقاء على التباهي وتوجيه دفة عمله، رغم الإخفاقات والإحباطات. وما إن هي إلا فترة قصيرة حتى ازدهرت تجارته وحلق دخله عشرة أضعافه في العام التالي.
ويقول أوسكار وايلد المسرحي والروائي الإنجليزي أن التجربة معلم قاس، لأنها تعطيك الاختبار أولاً ثم تتبعه بالدرس.
كانت التجربة صعبة لمؤلفنا المليونير. فقبل ليلة من تسلم دفعة 10 آلاف دولار للحديث أمام حشد كبير في ديلوير، اضطر للمبيت في سيارته في البرد القارس وبمفرده. وكان حسابه وقتذاك مكشوفاً بأكثر من 200 دولار، ولم يستطع من دفع أجرة الفندق، لكنه حمد الله أن بدلته الصوفية كانت معه.
وبلغ الأمر بالمليونير العصامي حدا عجز فيه عن تطوير تجارته، فوظف عدداً من الأشخاص الرئيسيين. رغم أن الاستعانة بالآخرين ليس ديدنه، لكنه اضطر لذلك مرغماً. وخلال شهر وظف محامياً ومدققاً، ومدرباً شخصياً، وطباخاً مؤقتاً، وقد كلفه ذلك مبالغ طائلة، لكنه ساعده في النهاية على تسجيل رقم المليون دولار. ونرى الكثير من الناس يرفضون الاستعانة بالآخرين، لأن كبرياءهم يحول دون ذلك.
الاستعانة بالمحترفين
هناك بون شاسع بين الهاوي والمحترف. ففي أيام هواياته الأولى كما قال، كان يصمم مواقعه، ويقص شعره، ويغير زيت سيارته. وكان ذلك يستغرق منه وقتاً ثميناً وجهداً، مسبباً له إحباطاً في عمله.
أما الآن فهو يترك تلك المهام للمحترفين لأن هذا أفضل ما يمكن أن يقوموا به. وبهذه الطريقة طور مواهبه، ما سمح له بالوصول إلى أعلى المراتب. وهو يحتفظ بأفضل الناس حوله. صحيح أنه يكلفه أكثر قليلاً، لكنه تعلم قيمة «دفع الثمن». وهذا ما يفعله المحترفون.
وكالات