في خطوة جديدة أعلن وزير النفط الفنزويلي إيولوخيو ديل بينو، إن بلاده تحدثت مع روسيا والسعودية وقطر للترتيب لاجتماع في منتصف مارس بين منتجين من منظمة "أوبك" وخارجها، مستعدين للانضمام إلى اتفاق تجميد الإنتاج الذي تم التوصل إليه هذا الشهر. وقال الوزير لوكالة "رويترز": "نتوقع انضمام أكثر من 10 من كبار المنتجين من أوبك وخارجها لهذا المقترح".
وأضاف أن موعد ومكان الاجتماع لا يزال قيد البحث. وكانت كل من السعودية أكبر منتج للخام في "أوبك"، وروسيا وقطر وفنزويلا، قد اتفقت الأسبوع الماضي على تجميد الإنتاج عند مستويات يناير شريطة انضمام منتجين آخرين لهم. إلا أن إيران بدأت خطوات بالعمل على تخريب هذا الاتفاق، حيث رفضت على لسان مسؤولين النفط تجميد الإنتاج. وأوضحت أنه لا مصلحة لها في تقييد حجم الإنتاج بعدما جرى رفع العقوبات الدولية عنها.
وبحسب محللين فإن "أوبك" باتت على المحك بخصوص اتفاق تجميد الإنتاج وفي معالجة الفائض. إلى ذلك انخفضت أسعار النفط اليوم الأربعاء مواصلة موجة الهبوط الحاد التي بدأت في الجلسة السابقة بعد أن استبعدت المملكة العربية السعودية أكبر مصدر للخام في العالم خفض الإنتاج وبعد أن أظهرت بيانات من القطاع زيادة مخزونات الولايات المتحدة من الخام.
وبلغ سعر تداول الخام الأمريكي في العقود الآجلة 31.25 دولار للبرميل بانخفاض 1.95 في المئة عن سعر آخر تسوية. وهبطت العقود الآجلة لخام برنت نحو واحد في المئة إلى 32.90 دولار للبرميل. وهبط الخامان أكثر من خمسة في المئة خلال تعاملات اليوم السابق.
ونتج انخفاض أسعار الخام عن حالة الشد والجذب بين الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بشأن تجميد مستويات الإنتاج أو تخفيضها ووضع نهاية لزيادة حجم الإنتاج عن الطلب والتي أدت إلى هبوط أسعار الخام أكثر من 70 في المئة منذ منتصف 2014.
واستبعد وزير البترول السعودي على النعيمي أمس أن تخفض الدول المصدرة للخام إنتاجها مضيفا أن مقترح تجميد الإنتاج عند مستويات يناير سيتطلب من جميع المنتجين الكبار الموافقة على عدم إضافة المزيد من الإنتاج.
وقال معهد البترول الأمريكي إن مخزونات الخام ارتفعت بواقع 7.1 مليون برميل في الأسبوع الذي انتهى في 19 فبراير، إلى 506.2 مليون برميل بما يتجاوز بكثير التوقعات بارتفاعه بواقع 3.4 مليون برميل فقط.وستعلن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية البيانات الرسمية للمخزونات في وقت لاحق اليوم الأربعاء.
من جانب آخر أكد وزير النفط العماني محمد بن حمد الرمحي في كلمته التي ألقاها في مؤتمر أسبوع كامبريدج لأبحاث الطاقة "سيرا في هيوستون بولاية تكساس الأمريكية أن سوق النفط الخام والأسعار المنخفضة في حاجة إلى "جراحة" وإيران "قد تستغرق بعض الوقت" لزيادة إنتاجها النفطي.
وقال يجب على الدول المنتجة غير الأعضاء في أوبك أن تتعاون مع المنظمة لإيجاد حل للسوق. ومن جانب آخر قال الوزير العماني "إيران قد تطلب إعفاءها من نظام الحصص في أوبك لأنها عانت من عقوبات".
وقال "توجد حاجة إلى التنسيق بشأن الإنتاج ويجب على أوبك أن تضطلع بالدور القيادي".
وأكد أن سلطنة عمان مستعدة لخفض الإنتاج 5-10 بالمئة من الغد إذا وافق المنتجون الآخرون على أن يفعلوا الشيء نفسه.
على صعيد متصل قال مسؤول نفطي عراقي رفيع المستوى إنه "يجب على المنتجين من أوبك وخارجها العمل سريعا لإعادة التوازن لسوق النفط العالمية وإلا فستتفاقم الأضرار التي قد يستغرق إصلاحها وقتا طويلا".
وقال فلاح العامري مندوب العراق لدى أوبك والمدير العام لشركة تسويق النفط العراقية "سومو" إن انهيار وتقلب أسعار النفط لا علاقة له بإنتاج العراق النفطي الذي ينمو بوتيرة ثابتة سنويا متماشيا مع الطلب العالمي وسيواصل ذلك.
وقال العامري في مؤتمر أرجوس للنفط الخام في الشرق الأوسط والمنعقد بمدينة أبوظبي "يجب أن تتحرك الدول من أوبك وخارجها سريعا لإعادة التوازن لإمداد النفط والطلب العالمي وإلا فسيتفاقم الضرر وسيستغرق إصلاحه وقتا".
وذكر العامري أن إنتاج العراق النفطي بلغ 4.775 مليون برميل يوميا في يناير/كانون الثاني وأن بلاده العضو في أوبك تصدر "قرابة أربعة ملايين برميل يوميا" بما في ذلك شحنات إقليم كردستان العراق الشمالي.