شاركت مديرة صندوق النقد الدولي، كرستين لاغارد، كأحد المتحدثين البارزين في الجلسة الافتتاحية لمنتدى المرأة العالمي، المنعقد في دبي. وأشادت لاغارد بالدور المحوري الذي تلعبه المرأة الخليجية في تعزيز اقتصاديات المنطقة وتنميتها.
وخصت خلال اللقاء دور الشيخة فاطمة بنت مبارك في النهوض بالمرأة الإماراتية ودعمها في المجالات كافة، ومبادراتها لرعاية الطفولة والأمومة وحماية النشء، والتي لم تقتصر على المجتمع المحلي، بل تخطتها إلى رحاب أوسع إقليمياً وعالمياً.
وأضافت أن الاقتصاد العالمي يمر بمرحلة نمو بطيئة، إلا أن مشاركة المرأة ستمهد لدفع عجلة الاقتصاد بشكل أقوى في المستقبل. وأضافت أن النمو الاقتصادي العام الماضي بلغ 3.1٪، ويتوقع أن ينمو أكثر بقليل من 3٪ هذه السنة، وأعلى من ذلك بقليل خلال سنة 2017.
وقالت أيضاً إن هذا النمو الضعيف يؤكد أن الانتعاش الذي نراه في الولايات المتحدة، وأوروبا وإلى حد ما في اليابان يمكن أن يكون أعلى.
وأوضحت أن مقارنة النمو الراهن بالناتج الذي يمكن الاقتصاد توفيره، تظهر أن النمو "أدنى" مما يجب، مشيرة إلى أن الاقتصادات الناشئة تتباطأ، باستثناء الهند التي تؤدي بشكل جيد، معتبرة أن تباطؤ بعض هذه الاقتصادات كالصين يحدث بشكل متعمد، بينما تجد دول كروسيا والبرازيل وجنوب إفريقيا نفسها في وضع ضعيف. وقالت: "هذه الدول تعاني. روسيا والبرازيل ستكون في المنطقة السلبية هذه السنة"، في إشارة إلى أنها ستعاني انكماشا.
وأشارت لاغارد إلى أهمية تنسيق الجهود بين النساء القياديات لتطوير بيئة العمل ودفع المزيد من الفتيات للمشاركة. وقالت إنها تعتبر أمها المؤثر الرئيسي لنجاحها في حياتها العملية بالإضافة للعديد من التنفيذيات التي عملت معهن خلال مشوارها المهني.
وتعتبر لاغارد واحدة من أكثر القيادات النسائية تأثيرا في عصرنا الحاضر، حيث بدأت حياتها المهنية كمحامية في شركة الاستشارات القانونية العالمية "بيكر آند ماكينزي" ثم تقلدت في العام 1999 منصب رئيسة اللجنة التنفيذية العالمية للشركة، وذلك قبل أن تحتل في العام 2004 منصب رئيس اللجنة الاستراتيجية العالمية.
وانضمت لاغارد إلى الحكومة الفرنسية في العام 2005 حيث تقلدت منصب وزير التجارة الخارجية، لتصبح في العام 2007 أول سيدة تتولى وزارة المالية والاقتصاد في أحد بلدان مجموعة الدول السبع الصناعية. وفي العام 2011 أصبحت لاغارد أول امرأة تتولى منصب المدير العام لصندوق النقد الدولي، المؤسسة التي تضم 188 دولة والتي تعمل على تعزيز التعاون في المجال النقدي على مستوى العالم والاستقرار المالي وتسهيل التجارة الدولية وفرص العمل والنمو الاقتصادي المستدام والحد من الفقر في جميع أنحاء العالم.
وتحتل لاغارد المرتبة السادسة ضمن أحدث قائمة لـ "أقوى 100 امرأة في العالم" الصادرة عن مجلة فوربس، وتعتبر من أكبر الداعمين لـ "منتدى المرأة للاقتصاد والمجتمع" حيث شاركت في الاجتماعات التاريخية للمنتدى التي عقدت في فرنسا وميانمار.
وعملت لاغارد على تعزيز الجهود الرامية لزيادة مشاركة المرأة في قطاع العمل كوسيلة للحد من الفقر وعدم المساواة.
ودعت خلال اللقاء الحكومات العربية لاعتماد وتنفيذ السياسات اللازمة لتحسين مستويات التعليم للفتيات والنساء، لافتة إلى أن بيانات صندوق النقد الدولي أظهرت مؤخرا كيف يتعزز الناتج المحلي الإجمالي للدول كنتيجة مباشرة لإتاحة الفرصة أمام الفتيات الصغيرات للتعلم.