اقترحت دولة قطر امام اجتماع وزراء الخارجية العرب انشاء ميناء تجاري بقطاع غزة تحت اشراف دولي إن أمكن كحل مؤقت لتخفيف معاناة سكان قطاع غزة حتى يتحقق للفلسطينيين اقامة دولتهم المستقلة على حدود العام 1967م.
كما طالبت دولة قطر في الكلمة التي القاها د. خالد بن محمد العطية وزير الخارجية رئيس الووفد القطري امام الوزاري العربي بضرورة ايجاد آلية بضمانات دولية من الدول الفاعلة في المجتمع الدولي تمكن السلطة الفلسطينية من تسليم مرتبات موظفي قطاع غزة الذين يمثلون أكثر من 50 ألف عائلة .
مؤكد أن كل ذلك يتطلب تحركاً دبلوماسياً عربياً واسعاً يعتمد على التأثير العربي في التوازن الدولي.
وقال العطية أن انعقاد هذا الاجتماع الطارئ يأتي في ظل ظروف استثنائية ومعقدة ناتجة عن العدوان الاسرائيلي السافر على قطاع غزة في مشهد مؤسف وغير انساني بارتكاب اسرائيل أعمال القتل والاعتقالات وهدم المنازل وغيرها من الأعمال العدوانية التي تشكل تحدياً للمجتمع الدولي وخرقاُ فاضحاً للقانون الدولي والقيم الانسانية والاتفاقيات الدولية الخاصة المتعلقة بحقوق الانسان.
إن ما تعتبره إسرائيل مبررا لهذا العدوان وهو مقتل المستوطنين الثلاثة في منطقة من الضفة الغربية خاضعة لإشراف إسرائيل الأمني، هو مجرد ذريعة، فالعدوان جاء رداً على وحدة الصف الفلسطيني، وهي الوحدة التي ينبغي أن يعمل أخوتنا الفلسطينيون على صيانتها أكثر من اي وقت مضى.
وجميعنا يعلم أن اسرائيل هي التي تخل بالتزاماتها تجاه الفلسطينيين ومما يؤكد ذلك اخلالها باتفاق الهدنه المبرم في القاهرة عام 2012 فضلاً عن الإخلال باتفاقية تبادل الأسرى بعد استلامها الجندي الاسرائيلي شاليط.
وأمام تقاعس مجلس الأمن عن الوقوف مع الحق والاستجابة لصوت الضمير الانساني ضد الظلم وعن اتخاذ موقف ايجابي وفعال باستصدار قرار بالوقف الفوري للاعتداءات الاسرائيلية، فإن استمرار هذا العدوان سوف يؤدي إلى نتائج وخيمة على المنطقة بأسرها.
لقد سئمت الشعوب العربية انتظار حل قضاياها عن طريق التدخلات الاجنبية وهو ما يتطلب منا نحن العرب جميعاً تحمل المسؤولية أمام شعوبنا وايجاد الحلول العربية لكافة قضايا الأمة العربية وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني.
وفي هذا الصدد يتعين علينا اتخاذ كافة الوسائل والسبل لمساعدة الشعب الفلسطيني في هذه المحنة ووقف هذا العدوان عبر تكثيف العمل العربي المشترك بحمل اسرائيل على الانصياع لكافة قرارات الشرعية الدولية والتخلي عن استعمال القوة ووقف هذا العدوان والتعاون في سبيل التوصل إلى ارساء سلام دائم وشامل في المنطقة.
وقال أن دولة قطر لم ولن تتوان في بذل كافة الجهود لوقف هذا الاعتداء وهو ما قامت به منذ بداية العدوان وقد تواصل معنا كلاً من الأمين العام للأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية بهدف أن تقوم دولة قطر بالإسهام في حل هذه الأزمة.
وقال انني في هذه المناسبة أحيي صمود الشعب الفلسطيني الأسطوري في غزة في ظروف شبه مستحيلة في وجه عدوان فرض عليه. ولا يجوز أن يذهب صمود هذا الشعب وتضحياته هباء. وهنا يأتي دورنا لفرض شروط وضمانات تمنع تكرار هذا العدوان، وترفع الحصار الجائر غير الإنساني وغير المنطقي عن قطاع غزة.
إن الاوضاع الانسانية التي يعيشها قطاع غزة والحصار الشامل والخانق الذي يعانيه أكثر من مليون ونصف المليون من الفلسطينيين رجالاً ونساءً وأطفالاً وشيوخاً ومرضى لا يجدون أبسط متطلبات الحياة من الغذاء والدواء وكثيراً منهم لا يجد بيتاً يأويه، هو أمر لا يمكن للضمير البشري قبوله أو السكوت عنه.
ويتعين علينا كعرب، وعلى القوى الدولية الفاعلة، العمل الجاد على انهاء هذا الحصار الجائر فوراً وفتح المعابر جميعها أمام سكان غزة لتمكينهم من ممارسة حياتهم أسوة ببقية البشر، و السماح بخروج ودخول حركة الناس والبضائع. فلا يجوز أن يعيش ملايين البشر لسنوات طويلة في ظروف معسكر اعتقال جماعي.
و قال العطية انه استشعاراً منا بخطورة استمرار هذا الوضع وانعكاساته على المنطقة فإننا
وفي هذا السياق نحيي جهود السلطة الوطنية الفلسطينية على الساحة الدبلوماسية وقرارها الاستمرار بحصد نتائج الاعتراف بالدولة الفلسطينية على مستوى المؤسسات الدولية الأخرى.
كما يتعين علينا الوفاء بما التزمنا به بشأن تقديم المساعدات المالية لتحقيق معاناة سكان غزة وتفعيل كافة القرارات التي صدرت عن الجامعة العربية بإعادة اعمار قطاع غزة.
وأكد على أن دولة قطر لم ولن تدخر جهداً في الوقوف بجانب الاشقاء في فلسطين حتى تحقيق التسوية العادلة للقضية الفلسطينية وينال الشعب الفلسطيني الشقيق حقوقه المشروعة كاملةً.