يواجه الاقتصاد الروسي وضعاً سيئاً وصعباً بسبب استمرار هبوط أسعار النفط، حيث تشير أغلب التقارير إلى أن بقاء أسعار النفط عند مستويات الثلاثين دولاراً سيؤدي الى انزلاق موسكو نحو أزمة مالية واقتصادية خانقة، وهو الأمر الذي دفع وزير النفط الروسي للجلوس مع منظمة "أوبك" لأول مرة منذ 15 عاماً في محاولة لاستجداء خفض الإنتاج بما يُنقذ اقتصاد بلاده من الانهيار.
وانتهى اجتماع ضم وزير النفط السعودي مع نظرائه من روسيا وفنزويلا وقطر إلى الاتفاق على إبقاء الانتاج عند المستويات التي كانت عليه الشهر الماضي، وهو ما يعني أن محاولات روسيا لاستجداء "أوبك" خفض الإنتاج باءت بالفشل بما يشكل مزيداً من الضغوط على أسواق النفط، ويبقي الأسعار عند مستوياتها المتدنية الراهنة.
وتترنح أسعار النفط حول 30 دولاراً للبرميل منذ عدة أسابيع، وذلك بعد أن منيت أسعار النفط بموجة هبوط حادة بدأت في ديسمبر من العام 2014 بعد أن كانت قد بلغت ذروتها في منتصف ذلك العام عندما كان سعر البرميل 115 دولاراً، لتكون الأسعار اليوم قد هوت بأكثر من 70% مقارنة بما كانت عليه في منتصف العام 2014.
ويُعتبر النفط المورد الأساس للدولة الروسية، حيث إن روسيا تنتج نحو 10 ملايين برميل يومياً من الخام، وتعتبر كل من موسكو والرياض أكبر المنتجين في العالم، حيث إن السعودية هي أكبر المنتجين في منظمة "أوبك" بينما تعتبر روسيا أكبر المنتجين خارج المنظمة.
ويُجمع محللون وخبراء أن الاقتصاد الروسي ينتظر عاماً قاسياً ثانياً بسبب الأسعار المتدنية للنفط، حيث قال تقرير لمجلة "بزنس إنسايدر" اطلعت عليه "العربية نت" أن "الاقتصاد الروسي يواجه أسوأ حالة في تاريخه"، فيما ينتظر الروس عاماً قاسياً ثانياً بسبب استمرار تدني الأسعار.
وكتبت الخبيرة الاقتصادية ليزا إيرمولينكو عبر حسابها على "فيسبوك" أن "البيانات الضعيفة الصادرة من روسيا، إضافة إلى هبوط أسعار النفط، دفعنا الى إعادة النظر في توقعاتنا السابقة حيال الاقتصاد الروسي"، في اشارة الى أن التوقعات الراهنة أصبحت سلبية.
وأضافت إيرمولينكو: "نحن نتوقع حالياً أن يسجل الاقتصاد الروسي انكماشاً خلال العام الحالي بنسبة 1.3%، أما في العام المقبل 2017 فنتوقع تحقيق نسبة نمو متدنية لا تزيد عن 0.5% فقط، وفي هذه الأثناء فان نسبة التضخم ستظل مرتفعة خلال الفترة المتبقية من العام الحالي 2016".
وتوقع دانييل هيويت من بنك "باركليز" أن يكون الانكماش في الاقتصاد الروسي خلال العام الحالي بنسبة 1% فقط، أما التعافي في العام المقبل 2017 فسوف يؤدي الى نمو الاقتصاد الروسي بنسبة 1.5%، وهي توقعات أكثر تفاؤلاً من تلك التي تحدثت عنها إيرمولينكو.
وكانت وكالة "بلومبرغ" العالمية استطلعت آراء عدد من الخبراء والاقتصاديين، حيث قال 63% منهم إن "هبوط النفط الى مستويات الثلاثين دولاراً سوف يؤدي الى انهيار الاستقرار المالي في روسيا".
وحذرت "جولدمان ساكس" مؤخراً من أن أسعار النفط قد تهوي الى مستويات العشرين دولاراً في حال شهد العالم شتاء دافئاً، ولم يرتفع الطلب على الوقود من أجل التدفئة، وهذا على افتراض أن الدول المنتجة لم تخفض الانتاج بطبيعة الحال، وهو ما تقول "جولدمان ساكس" أيضاً إنه سوف يؤثر على الشركات العملاقة التي تعمل في مشاريع نفطية في بحر الشمال.