سجل سعر صرف الدولار مستويات تاريخية لدى تعاملات اليوم وأمس، وسط غياب تام للعملة الخضراء من السوق الموازي، وسيطرة السوق السوداء على جميع التعاملات.

وقال عاملون بشركات صرافة، إن هناك شحا تاما للسيولة الدولارية في السوق المحلي، خاصة مع استمرار تحفظ البنوك الرسمية في جميع معاملاتها بالعملة الصعبة.

وخلال تعاملات اليوم، قفز سعر صرف الدولار إلى مستوى تاريخي مسجلاً نحو 8.93 جنيه، بعدما كان قد سجل نحو 8.80 جنيه لدى تعاملات أمس الأحد.

ولم يقتصر الارتفاع على محافظات القاهرة والجيزة فقط، حيث شهد سعر صرف الدولار ارتفاعاً بشكل عام في جميع المحافظات، وسط توقعات بتدخل البنك المركزي المصري خلال الساعات المقبلة.

وأرجع رامي طه، مدير تنفيذي بإحدى شركات الصرافة بالقاهرة، هذا الارتفاع في سعر صرف الدولار إلى استمرار تحفظ البنوك في المعاملات بالعملة الصعبة، مع استمرار ارتفاع الطلب من قبل المستودرين وكبار التجار.

وأوضح في حديثه لـ"العربية.نت"، أن التوقعات تشير إلى أن الدولار سيكسر حاجز الـ9 جنيهات خلال الساعات المقبلة، خاصة مع استمرار المضاربات بنسب كبيرة وعلى نطاق واسع، وفي نفس الوقت عدم صدور أي تصريحات أو بيانات عن مسؤولي البنك المركزي المصري.

وأشار إلى أن حرص المستوردين والتجار على تجميع العملة الصعبة من السوق المحلي هو السبب الرئيسي في تفاقم الأزمة، وهناك من التجار من يعرض شراء الدولار بأي سعر في الوقت الحالي.

ورغم الارتفاع الشديد والقياسي في سعر صرف الدولار في السوق السوداء، لكنه حافظ على استقراره في التعاملات الرسمية بالبنوك عند سعر 7.80 جنيه للشراء، و7.83 جنيه للبيع.

وكان البنك المركزي المصري قد رفع خلال الشهر الماضي الحد الأقصى للإيداع النقدي بالعملات الأجنبية إلى 250 ألف دولار شهريا من 50 ألفا وبدون حد أقصى للإيداع اليومي، وذلك لتغطية واردات بعض السلع والمنتجات الأساسية.

وذكر البنك أن السقف الجديد البالغ 250 ألف دولار أو ما يعادله بالعملات الأجنبية يسري فقط على "الأشخاص الاعتبارية" بغرض تلبية الاحتياجات لتغطية واردات بعض السلع والمنتجات الأساسية ولا ينطبق على الأشخاص الطبيعيين.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري قالت مصادر مسؤولة، إن الحكومة المصرية وضعت ميزانية السنة المالية المقبلة 2016-2017 على أساس سعر 8.25 جنيه للدولار مقارنة مع 7.75 جنيه في السنة المالية الحالية.