رفضت شيكا مفتوحا من الاحتلال لبيع أرضها.. فحولتها إلى جنة
AHC: 0.80(%)   AIB: 1.08(0.92%)   AIG: 0.17(%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.27(%)   AQARIYA: 0.78(%)   ARAB: 0.82(1.23%)   ARKAAN: 1.29(1.53%)   AZIZA: 2.84(%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.49(0.00%)   BPC: 3.74(%)   GMC: 0.76(%)   GUI: 2.00(0.00%)   ISBK: 1.12(%)   ISH: 0.98(%)   JCC: 1.53( %)   JPH: 3.58( %)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.47(%)   NAPCO: 0.95( %)   NCI: 1.75(%)   NIC: 3.00(0.00%)   NSC: 2.95(%)   OOREDOO: 0.79(0.00%)   PADICO: 1.01(0.00%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 3.91(0.26%)   PEC: 2.84(%)   PIBC: 1.09(%)   PICO: 3.50(%)   PID: 1.91(0.53%)   PIIC: 1.72(%)   PRICO: 0.29(3.33%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.06(1.85%)   RSR: 4.50(%)   SAFABANK: 0.68(%)   SANAD: 2.20(%)   TIC: 2.98(%)   TNB: 1.20(%)   TPIC: 1.95(0.52%)   TRUST: 2.85(%)   UCI: 0.38(%)   VOIC: 5.29(%)   WASSEL: 1.00(0.00%)  
12:00 صباحاً 13 شباط 2016

رفضت شيكا مفتوحا من الاحتلال لبيع أرضها.. فحولتها إلى جنة

 

رام الله- الاقتصادي – محمد علوان-  جولات فايزة فهيدات الملقبة بأم رياض (64 عاما) في أرضها  الواقعة في منطقة عناتا، والتي تمتد على 7 دونمات محفوفة بالمخاطر، فعلى يمينها معسكر للجيش الاسرائيلي، وعلى يمينها تمدد جدار الفصل العنصري، هذه الأرض اليوم تشكل مصدر دخل لها ولعائلتها التي تتكون من ثلاثة أبناء وست بنات، بروحها المرحة تتجول واحفادها... تروي لهم قصة الأرض والحفاظ عليها.

"أنا هنا منذ العام 1962 وانا بزرع الأرض منذ كان عمري 8 سنوات، وبعد وفاة والدي ورثتها عنه ومعي أوراق توثق ملكيتي لها، ومع قدوم الاحتلال أرادوا عزل الأرض فأنشا معسكر عناتوت الاسرائيلي لتدريب جيشه، وعندما ارادوا وضع العلامات لحدود الأرض كانت بيوتنا مجرد حديد فلمحت احدهم تقدم إلى أرضي ليضع العلامة فتوجهت إليه وضربته بعصا كنت ربطت حبل الغسيل عليها، فهرب إلى مسؤوله الذي قال له ابتعد عنها 100 م ثم ضع الحد"، تقول فهيدات.

وأضافت:" كانت هذه اول قطعة يسلبها مني الاحتلال، وتبقى لي سبعة دونمات مزروعة بـ 35 زيتونة، قدم الاحتلال وجرفها وأنشأ جدار الفصل لأصبح محاطة بالمعسكر والجدار، وبعدما جرف أشجار الزيتون وضع اكوام التراب فيما تبقى من الأرض وأراد أن يسحب التراب منها لكني رفضت حتى ان يأخذوا تراب الأرض الأصلي منها"، واسترسلت بلغتها البدوية الأصلية:" أرضي ما بطلع منها ، الي يبيع أرضه يبيع عرضه، احنا لما شافونا عقولة الختيار أبو عمار يا جبل ما يهزك ريح دشرونا".

بداية الزراعة

بعد ان قٌلبت شروش أشجار الزيتون عاليها أسفلها، وداعبت شروشها السماء بدلا من احتضان الأرض لها، وبعد ان حاصرها الاحتلال الاسرائيلي من كلا الجانبين، جانب يتدرب فيه العسكر، وجانبٌ صَدَ الهواء وقَطعَ الماء عن الأرض، ضاقت بها الأحوال، توجهت لوزارة الزراعة الفلسطينية والتي حاولت دعمها بكل ما توفر، وتوجهت إلى مناصري السلام، وعلى الرغم من  العديد من المخاطر، وانخفاض الإنفاق حصل زوجها على مبلغ كبير بعد تقاعده من وظيفته وبدلا من الهروب إلى منطقة اخرى من عذابات الاحتلال قررت إعادة إعمار الأرض.

"المبلغ الذي حصل عليه أبو رياض كان كافيا لأفتح مشروع اسكان لي ولأبنائي لكني رفضت وقررت إعادة إعمار الأرض التي دمرها الاحتلال، بدأت بذلك وأنا حاليا أنتج محاصيل مختلفة أجني منها ما لا يقل عن 30000 شيقل اسرائيلي كل عام، إلا ان أبنائي الثلاثة الذين تمكنت من بناء بيوت لهم وزوجاتهن الآن يقيمون في نفس الأرض، يعمل كل في مهنته".

ام رياض عملت يدا بيد مع مهندسين زراعيين لإنجاح مشروعها ولثبيت وجودها، " الأرض كانت عبارة عن أرض صخرية غير مستوية ، تلال وصخور متجمعة، قمنا بإعادة استصلاحها وإعادة تأهيلها"، يقول طه الجمل المهندس المشرف على إعادة إعمار الأرض.

عروض بيع بأسعار كبيرة

واعتمدت اسرائيل على مبدأ الشيك المفتوح في العديد من المحاولات مع أم رياض وغيرها من اجل الاستيلاء على الأراضي زراعية كانت او من أجل بناء المستوطنات، وتقول ام رياض:" في العام 2013 حضر أحد المتعاونين مع الاحتلال بسيارة مليئة بصناديق معبئة بالأموال، وقال لها خذي انت الصناديق على ميمنة المركبة وانا آخذ ما على ميسرتها ووقعي على بيع الارض فرفضت، وحاولوا معي مرة اخرى بإعطائي شيكا مفتوحا وعلى بياض حتى اوقعه ورفضت، اللي يبيع أرضه يبيع عرضه".

وبعد أن رفضت الفهيدات كل هذه العروض عمد الاحتلال الاسرائيلي اطلاق خنازير برية باتجاه الأرض والتي تسببت بايذاء مباشر لها ولمزروعاتها، كما عمد الاحتلال إلى حرق الأشجار، الامر الذي يقلل من انتاجيتها، ناهيك عن الآثار السلبية النفسية على المزارع، إلا أن ام رياض كانت لهم بالمرصاد وأكدت :" الاستثمار بالأرض ليس بالمال الذي تدره الأرض علينا، أنا حاليا أزرع النعنع والسبانخ والزيتون، كل ما ينتج عن هذه الارض يساهم في صمودنا وهذا هو الاستثمار الكبير".

دور وزارة الزراعة الفلسطينية

وبعد ان انتشر هذا الاسلوب ولوحظ انخفاض البقعة الزراعية بشكل كبير وملحوظ إما بسبب السيطرة القصرية أو بسبب الاغراءات المالية ، عمدت وزارة الزراعة الفلسطينية إلى دعم المزارع الذي تقع ارضه على حدود التماس مع الجانب الاسرائيلي، والزيارات الميدانية التي تقوم بها تهدف إلى استمرار استغلال الأرض بعد ان رسخت قناعة تامة لدى الفلسطينيين مهندسين ومزارعين، بأن الأرض البور او الأرض الميتة هي الأقرب للمصادرة.

"اسرائيل تستهدف الأرض الموات، نسبة الأراضي المزروعة قلت بشكل كبير جدا، نحن نعمل على استصلاح الأرض ونعمل بشكل مستمر على استعادة الأراضي التي نتمكن من إعادتها كما حصل في مساحة واسعة تقع بجانب الجدار في منطقة رفات" ، يقول علي علقم مسؤول استصلاح الأراضي في وزارة الزراعة.

ويضيف علقم:" نناشد أصحاب الأراضي أن يستثمروا أراضيهم بأي منتج كان، وأن يتأكدوا ان زراعة الأرض هي واجب وطني له أثر كبير في الحفاظ عليها ومنع الزحف الاستيطاني".

 

Loading...