بدا فيروس “زيكا” يثير قلقا عالميا بسبب سرعة انتشاره، وتنتشر عدوى زيكا بسرعة في أمريكا الجنوبية والوسطى ومنطقة الكاريبي وترتبط باحتمال حدوث تشوهات للمواليد في البرازيل.
وقد حذرت منظمة الصحة العالمية من أن ما بين 3 إلى 4 ملايين شخص قد يصابوا بفيروس زيكا في الأمريكتين خلال العام الجاري، وغالبية هؤلاء لن تظهر عليهم أعراض المرض.
ويرتبط الفيروس بعدم اكتمال نمو المخ عند الأطفال حديثي الولادة، وهو ينتقل بواسطة البعوض بشكل خاص.
وأعربت السلطات المعنية في الولايات المتحدة عن أملها في بدء تجريب لقاح بشري ضد المرض بنهاية العام الجاري.
ورصدت البرازيل الحالات الأولى من الإصابة بالفيروس في أمريكا الجنوبية، في مايو/ أيار من عام 2015.
ويندر حدوث حالات وفيات جراء الإصابة بالفيروس، ومعظم حالات الإصابة لا تبدو عليها أية أعراض، ومن ثم يصعب فحصها، لكن من بين الأعراض التي تم رصدها ارتفاع متوسط في درجة الحرارة، والتهاب في العين، والصداع، وآلام المفاصل، وحكة في الجلد.
ويقول مسؤولو منظمة الصحة العالمية إن ما بين 500 ألف و 1.5 مليون شخص أصيبوا بالفيروس في البرازيل، وانتشر الفيروس بعد ذلك في أكثر من 20 دولة في المنطقة.
وبدأت ترصد حالات في الصين وبعض الدول الأوروبية.
وتعتبر البرازيل اكثر البلدان تأثرا بانتشار فيروس زيكا مع اصابة 1,5 مليون شخص به العام 2015.
وادى انتشار فيروسي حمى الضنك وزيكا اللذين يثيران القلق في العالم باسره الى ارتفاع في مبيعات المراهم المضادة للبعوض في البرازيل، وتعتبر البرازيل السوق الرابعة عالميا لهذه المراهم بعد الولايات المتحدة وكندا والارجنتين.
وقد شهد رقم اعمال هذا القطاع ارتفاعا نسبته 50 % في العام 2015، وارتفعت قيمة المبيعات من 36 مليونا الى 54 مليون يورو وهو الرقم الاعلى في تاريخ هذا القطاع.
اكتُشف فيروس “زيكا” لأول مرة في أوغندا في عام 1947 في نوع من القرود بواسطة شبكة رصد الحمى الصفراء الحرجية، ثم اكتُشف بعد ذلك في البشر في عام 1952 في أوغندا وجمهورية تنزانيا المتحدة. وقد سُجلت فاشيات فيروس زيكا في أفريقيا والأمريكتين وآسيا والمحيط الهادئ.
إن فترة حضانة فايروس زيكا غير واضحة، ولكنها تمتد على الأرجح لعدة أيام. وتشبه أعراضه أعراض العدوى بالفيروسات الأخرى المنقولة بالمفصليات، وتشمل الحمى والطفح الجلدي والتهاب الملتحمة والألم العضلي وآلام المفاصل والتوعك والصداع. وعادة ما تكون هذه الأعراض خفيفة.
ويُشخص فيروس زيكا عن طريق تفاعل البوليميراز المتسلسل وعزل الفيروسات من عينات الدم. وقد يصعب التشخيص عن طريق الاختبار المصلي نظراً لأن الفيروس قد يتفاعل تفاعلاً مشتركاً مع الفيروسات المصفرة الأخرى مثل فيروسات حمى الضنك وغرب النيل والحمى الصفراء.
الوقاية
يمثل البعوض وأماكن تكاثره عاملاً مهماً من عوامل خطر العدوى بفيروس زيكا. وتعتمد الوقاية من المرض ومكافحته على تقليص أعداد البعوض عن طريق الحد من مصادره (إزالة أماكن تكاثره وتعديلها) والحد من تعرض الناس للبعوض.
ويمكن تحقيق ذلك باستخدام طاردات الحشرات؛ واستخدام الملابس (تحبذ الألوان الفاتحة) التي تغطي أكبر قدر ممكن من الجسم؛ واستخدام الحواجز المادية مثل الحواجز السلكية، وإغلاق الأبواب والشبابيك ؛ واستخدام الناموسيات عند النوم. وينصح الخبراء بالحرص على منع خلق بيئة يمكن للبعوض أن يتكاثر فيها مثل تجميع المياه المكشوف وغيره ورش المبيدات، كما ينبغي إيلاء عناية خاصة للأشخاص غير القادرين على حماية أنفسهم مثل صغار الأطفال والمرضى وكبار السن.
وينبغي على المسافرين اتخاذ التدابير الوقائية الأساسية الموضحة أعلاه من أجل حماية أنفسهم من لسع البعوض واستعمال المراهم الواقية.
وكالات