رام الله – الاقتصادي- محمد علوان-  زيارتي لمنطقة الخروبة في مدينة جنين تميزت بمن تعرفت عليهم، مجموعة من الشبان والكهول أدخلونا منازلهم الصغيرة متواضعة البناء، لا ليستضيفونا بل ليعرفونا على أغلى ما يملكون على قلوبهم وجيوبهم في نفس الوقت، ليس اسطبلا عاديا، اسطبلا تفوق نظافته اي اسطبل سبق ان زرته.

حبي للخيول بدأ متواضعا جدا لما رأيته، والدخول إلى حجرات هذه الخيول فيها مغامرة بالنسبة لأصحابها إن كنت انا ممن يصيبون بالعين، فما أنا موشك على رؤيته جمال طبيعي يحتفظ به كل صاحب رأس خيل لنفسه، لا يحبون أن يراه أحد فهو ليس للتباهي، وإنما هي علاقة حب أنفق بسببها هؤلاء الرجال كثيرا مما يملكون.

أسعار الخيول العربية في فلسطين

" تمتاز تربية الخيل العربية في فلسطين بأن القائمين عليها أشخاص اصحاب هواية ورغبة لتربية الخيل، فترى من يعتني بها يكون ذلك احيانا على حساب وقته وبيته وينفق عليها بما يعادل مصروفه على أسرته والقلة القليلة التي تتعامل مع هذه الهواية لمجرد الترف اي نسبة 5% فقط"، يقول محمد المهدي رئيس جمعية الخيل العربي في فلسطين.

ولا تختلف أسعار الخيول العربية في فلسطين عنها في بقية دول العالم، فمعايير الجمال لدى الخيل العربي واضحة، وتعود بفائدة مادية لصاحبها، كأن تلد الفرس بمهرة تحمل المواصفات الجمالية للخيل العربية فيمكن بيعها بأسعار لا تقل عن 50.000 دولار أمريكي.

" المهرة جيداء الربيع، مٌلك مربط الربيع في رام الله، والتي كانت من إنتاج هذه المزرعة توفرت فيها المواصفات الجمالية للخيل العربية الأصيلة، أٌجرت لمربط الثمامه في قطر، بمبلغ كبير وكبير جدا، وقد وجدت بطولات الجمال وبطولات سباقات السرعة لتتيح للمربين الفلسطينيين ابراز خيولهم والمباهاة فيها"، يقول محمد المهدي.

​الرعاية الطبية

"بروية وهدوء، رفقا بها" توصيات لا ينفك أبو صامد أن يرشد بها ابنته التي تعتني بالفرس العربي الذي يملكه، فرس يملك شهادة ميلاد، معروف أصوله حتى الجد السادس والسابع او اكثر، كما يعرف كل أب أو أم في أي دولة عاشوا.

"الفرس حامل بشهورها الأولى، عملية إخصابها كلفت 17000 شيقل اسرائيلي" يقول ابو صامد وهو أحد مربي الخيل العربي، وأثناء سيرها في حديقة الاسطبل الذي أسسها لها حتى تتمشى في حظيرة قريبة من اسطبلها، خشي عليها من الحركة الزائدة حتى لا يتأثر جنينها، فكلفة هذا الجنين مبلغ لو قارناه بولادة انسان هنا في فلسطين لوجدنا انه يكلف ثلاثة أضعاف على الأقل.

​

اسطبل الخيل

يجب ألا تقل مساحة الحظيرة التي يقيم بها الخيل عن  4 في5  ويجب أن يتم تعقيم الحظيرة باستمرار باستخدام الديتول، ويجب الحفاظ على ادوات التنظيف، وأن تكون التغذية بأوقات ومعايير محددة” يقول الدكتور بسام أبو عزيز وهو طبيب بيطري متخصص بالخيول.

ويضيف أبو عزيز :"الحجرات التي تعيش بها هذه الخيول مصممة بحرفية عالية، فأقل رأس منها لا يقل سعره عن 50 ألف شيقل إسرائيلي، وفي حال شاركت في إحدى سباقات الجمال تتضاعف أسعارها حتى تصل الـ 250 ألف يورو(278 ألف دولار) ، أسعار وصلت إليها خيول عربية فلسطينية".

ويجب أن تمتاز هذه الغرفة بصفات كأن تكون بوابتها عكس حركة الرياح، مشط خاص بكل رأس، وليفة للحمام، ناهيك عن وجود من يرعى كل رأس حتى تحفظ شكله ولا ترتبك أو تخاف عندما تراه.

وأضاف أبو عزيز:" فترة حمل الواحدة من الفراس هي فترة ربح أو خسارة عالية، وعند ولادة إحداهن يتضاعف جميع ملاك الخيول مع صاحبه، ويتجمعون حتى تمر الأمور بسلام، ويتم الاتفاق مع بيطري متخصص حتى يشرف على عملية الولادة".

"غطاء الشتاء هو غطاء فاخر تغطى به كل واحدة من هذه الخيول، رعاية طبية على مدار الساعة، متخصصون يحيطون بالفرس، وطعام بمقدار لا يزيد ولا ينقص والعديد من الحقن الوقائية" يقول د. بسام أبو عزيز.

مناشدة

وناشد محمد المهدي المسؤولين:” يوجد في فلسطين رؤوس خيل شاركت في مسابقات جمال عربية، وحقق المتسابقون أرقاما عالية بشهادة حكام أوروبيين أشرفوا عليها، ولكن بشكل عام ينقص المربين الدعم المعنوي والمادي.

وأضاف المهدي:"أصبح اتجاه المربي أن ينتج انتاجا صائبا يكنه من المشاركة في مسابقات جمال الخيل العربي الأصيل، ويجب على كل مرب يرغب في تطوير خيله، أن ينتقي الخيل الذي يناسب الفرس الذي يمتلكه، نحن الآن لدينا الخبرة والإمكانية ان نتحكم في انتاج الخيل الموجود لدينا".

ومعايير جمال الخيل تكمن في حركتها وصلابتها وغرورها، الحصان العربي يتميز بنفسية العرض بحيث يعرض جماله أثناء تحركاته.