تخيل لو انقطعت خدمة الإنترنت عن العمل؟ كيف سيتسنى لنا الاتصال ببعضنا البعض؟ كيف ستبحث عن وظيفة؟ ربما تضطرك الحاجة لكتابة رسائل، أو إجراء مكالمات هاتفية خارجية ضرورية، أو تصفح الإعلانات في صحيفتك المحلية. لا شك أنه لشيء مزلزل، خاصة لمن كانوا في سن يتذكرون فيها مطلع تسعينات القرن الماضي.

عادات

وأكد تقرير للمنتدى الاقتصادي العالمي، أن شيئاً واحداً بات ملزماً: ألا وهو ضرورة تغيير الكثير من عاداتنا. فقد أظهر رسم بياني لمجلة «إكونومست» أننا نعتمد على الإنترنت في أمور شتى. منها 196 مليار بريد إلكتروني. و12 مليار فيديو على «فيسبوك» و«يوتيوب». و 3 مليارات بحث في «غوغل». 500 مليون تغريدة في «تويتر».

الأرقام هائلة، وهي مستمرة في الصعود، بحيث إن رسم «إكونومست» البياني أصبح قديم عهد، رغم أنه لم يتجاوز العام. وفي الوقت الذي مازالت التغريدات تقدر بنحو 500 مليون يومياً، فإن «غوغل» تعالج الآن نصف مليار تغريدة إضافية يومياً، مما يرفع العدد إلى 3.5 مليارات. كما أن أعداد البريد الإلكتروني في تصاعد. فقد توقعت دراسة أجرتها مجموعة «راديكاتي جروب» أن يكون هناك 228 مليار بريد إلكتروني مرسل يومياً بحلول 2018.

مشكلة

إن عدم القدرة على إرسال رسائل إلكترونية أو تغريدات ستكون مجرد مشكلة بسيطة مقارنة بالتداعيات الاقتصادية لتوقف الإنترنت عن الخدمة. وقدرت تقارير أن العالم أنفق 1.2 مليار دولار عبر الإنترنت في كل 30 ثانية في عام 2014.

وهذا ليس إلا غيضاً من فيض. فمع دخولنا عصر «الثورة الصناعية الرابعة» باتت الخيوط بين كل ما هو مادي، ورقمي، وبيولوجي متشابكة. وفي ضوء بدء تقنيات ناشئة مثل الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والسيارات ذاتية الحركة، والطباعة ثلاثية الأبعاد في تموضعها في الاقتصاد العالمي، فقد بات في حكم المؤكد أن تعطل الإنترنت ليوم واحد، سيؤثر على كل منحى من مناحي حياتنا.