رام الله - الاقتصادي-محمد علوان- ليست المرة الأولى التي تمر موجة ثلج مثل الموجة التي تمر بها فلسطين هذه الأيام، الثلوج بدأت بالتساقط بشكل خفيف يوم الأحد واشتدت مساء الاثنين، إلا ان اليوم الأول للاستعداد كان يوم السبت، حيث لوحظ حملة شراء مجنونة، وكأن الثلج سيهبط ولن يرحل.
وعلى الرغم من الحب لهذا الطقس بشكل عام إلا ان العديد من التجار وأصحاب المحال اعتبروا أن هذه الموجة هي مصدر للخسارة بسبب اغلاق محالهم لعدة أيام، إلا ان العديد منهم رأوا أن التهويل الإعلامي كان سببا في إغلاق محالهم يوم الأحد "اليوم الأول المتوقع للثلوج"، في حين اعتبر البعض الآخر أن الثلوج مصدر رزق بسبب اشتداد الشراء قبيل الثلوج، بينما تعَوذ العديد منهم من شر الركود الذي سيصيب السوق بعد المنخفض، بسبب استنفاذ الأموال في يوم واحد سبق المنخفض، وبسبب عدم قدرة المواطن على الشراء بعد الانتهاء من الثلوج.
فقدان الثقة بين التاجر والأرصاد الجوية
"صباح يوم الاحد كنا نتوقع اكتساء الأرض بالضيف (بالثلج)، أغلقنا محالنا في اليوم السابق باكرا، الموظفون توجهوا إلى منازلهم، سكان الخليل ومناطق الشمال، خلت مدينة رام الله من السكان صباح الأحد، ولكن لا ثلج على الأرض، محالنا مغلقة ولا زبائن دون سبب"، يقول شادي شهوان، صاحب محل كماليات سيارات.
ويضيف شهوان:" انشغل المواطن بمتابعة الأرصاد، لزموا المنازل، خسرنا بسببهم يوم بيع، فعلى الرغم من توجهنا إلى محالنا بعد الساعة التاسعة إلا ان نسبة البيع كانت ضئيلة جدا".
"نحن سمعنا عن المنخفض لكننا لم نجد ما يمنعنا من الخروج، ولو أن الأرصاد الجوية لم تعلن حالة ان الموجة الثلجية ستبدأ يوم الأحد لما كانت المدينة خالية من الباعة والمشترين على حد سواء، حتى التجار لم يأت العديد منهم لمحالهم منذ الصباح، وآخرون أتوا وأغلقوا باكرا بسبب انقطاع الشراء وليس قلته،المدينة خالية من الثلج ومن الناس، لم يكن هنالك سبب للإغلاق، هو يوم شتاء عادي"، يقول طارق أبو شُكًر، وهو صاحب محل أدوات منزلية وسط مدينة رام الله.
شراء زائد عن الحاجة
وأكد علي خلف صاحب مخبز خلف في مدينة رام الله:" الأيام الأولى من الموجة اشترى الناس وكأنهم سينقطعون عن الخدمات لفترات طويلة، وبدأ الناس يتداولون خبر انقطاع الخبز أثناء الموجة على الرغم من توفر المواد الخام وتوفر الخبز المُنتج على مدار الـ24 ساعة، والمشكلة ان معظم ما تم شراؤه هو زائد عن الحاجة، صحيح نحن بعنا كميات كبيرة وكبيرة جدا من الخبز إلا ان حالة الركود التي تلي المنخفض هي الخاسر الكبير".
أزمة الغاز متكررة
كما واستنفذت معظم محطات الغاز ما تملكه من اسطوانات بسبب زيادة الطلب الذي ترافق مع نقص توريد سلطات الاحتلال للغاز منذ بداية العام الحالي، واشتدت الأزمة يومي الجمعة والسبت، "اتصلنا أكثر من مرة على بائع الغاز الذي اعتدنا الشراء منه، فأجابنا انه لا يوجد غاز وانه يمكن أن يحجز لنا اسطوانة على ان يمدنا بها عند حل المشكلة، الغريب انني تمكنت من احضار الغاز من منطقة بيرنبالا بسهولة، فلا اعرف ما سبب اختفاء الغاز من رام الله" تقول آمال أبو زيد، ربة منزل من رام الله.
كما أدت حالة الهلع التي سادت في الشارع الفلسطيني بسبب الأحوال الجوية إلحاحا لدى المواطن للحصول على عدة اسطوانات غاز فوق حاجته، وكان الإقبال الكبير على اسطوانات الغاز رغم أن سوء الأحوال الجوية يمتد لأيام قليلة فقط.
ويحتاج السوق الفلسطيني يوميا إلى45ألف اسطوانة غاز، وبحسب هيئة الغاز والبترول وُزع يوم الخميس الماضي 500 طن لمحطات الغاز في الضفة، كما تم توزيع الكمية ذاتها يوم الجمعة.