باتت تقديرات إسرائيلية تثير سخرية العامة في الأوساط العبرية، أحلام كبيرة رسمتها حكومة الاحتلال آملة أن تصبح من القوى الأولى في مجال الطاقة.
علامات سؤال كبيرة أثارتها اكتشافات حقول الغاز التي تدعي "إسرائيل" وقوعها ضمن حدود مياهها الإقليمية، والتي كان آخرها الحقل الذي أعلنت عن اكتشافه مجموعة 'يسرامكو' و'موديعين' للتنقيب عن الغاز، اليوم الأحد، حيث أشارت إلى احتوائه على كميات كبيرة من الغاز في البحر المتوسط قبالة السواحل "الإسرائيلية .
وبعيداً عن أحلام إسرائيل الوردية في أن تصبح جزءاً من نادي الكبار في إنتاج الغاز لتنضم إلى روسيا، قطر, ودول شمال أوروبا, ومصر، يعتقد خبير الاقتصاد، نصر عبد الكريم، أن للظروف الاقتصادية العالمية دورا هاما في تأجيل هذه الأحلام والطموحات العالية أو حتى تبديدها، نظراً لكثرة المعروض وتخمته، وضعف السوق الاستهلاكي، وانخفاض الأسعار في الوقت الراهن.
ورغم العقبات التي تقف أمام "إسرائيل" في استغلال حقول الغاز لتصبح من الأسواق العالمية في مجالي الطاقة والتصنيع، يبقى الإنتاج الفعلي والتصدير الفعلي حسب ما يرى خبير الاقتصاد، هو المقياس الذي ستظهر أبعاده على المدى الطويل، والتي تقدر عوائده بمئات مليارات الدولارات.
وأشار عبد الكريم، إلى حقيقة تراجع الاقتصاد الإسرائيلي أمام ضغوط المقاطعة الأوروبية من جهة، والاتفاق النووي الأخير من جهة أخرى، ناهيك عن اكتشاف مصر لحقل غاز شروق الضخم، الذي جعلها تعيد النظر في استيرادها الغاز من "إسرائيل"، وهو ما يجعل اكتشاف الحقل الأخير المقارب حجمه لـ "حقل تمار"، في أن يكون منقذاً للاقتصاد ومورداً إضافياً لرأس مال جديد.
وتعقيباً على محور "رأس المال الجديد" تابع عبد الكريم: "ستواجه إسرائيل تحدياً كبيراً في محاولاتها جذب مستثمرين جدد للدخول في مخاطرة استخراج المزيد من الغاز من الحقل الجديد، الأمر الذي يعد غير مشجعٍ نظراً لظروف السوق العالمي.
وتبقى المعادلة التي ستجريها "إسرائيل" في المستقبل القريب، والتي ستحتاج إلى 3-5 سنوات على الأقل لأجل حساب الجدوى الاقتصادية، عبر مقارنة تكلفة الإنتاج والتصدير، مع سعر البيع.
وعودة إلى السؤال الجوهري، الذي يعيد طرح نفسه مع كل اكتشاف جديد تعلن عنه "حكومة الاحتلال" فيما لو كان هذا الحقل الجديد يقع ضمن مياهها الإقليمية، أم أنها تحاول انتزاعه كما جرت العادة؟
ويذكر أن الحقل المكتشف يحوي نحو 8.9 ترليون قدم مكعب من الغاز الطبيعية، في مناطق دانيال الشرقية والغربية.
نقلا عن الحدث