تزايدت المؤشرات بشأن انزلاق تنظيم "داعش" إلى أزمة مالية خانقة، خاصة بعد أن قصف قوات التحالف الذي نجح في اصطياد مستودع للسيولة النقدية يعود للتنظيم في مدينة الرقة السورية، إضافة إلى أن انهيار أسعار النفط يبدو أنه أثر سلباً على مبيعات النفط المهرب الذي يتم بيعه لحساب التنظيم.
وقال تقرير لصحيفة "إندبندنت" البريطانية إن "داعش" اضطر لخفض رواتب المقاتلين إلى النصف بسبب الأزمة المالية الخانقة التي يمر بها التنظيم، وذلك بسبب قصف التحالف مواقع نفطية ومراكز اقتصادية مهمة.
وقالت الصحيفة إن التنظيم قرر تخفيض الرواتب بنسبة 50%، وبرر ذلك بأنه "بناء على ظروف استثنائية"، فيما لفتت الصحيفة إلى أنها حصلت على وثائق تكشف أثر الهجمات الجوية التي استهدفت عصب موارد التنظيم النفطية.
وبحسب الوثيقة التي نشرتها الصحيفة وتظهر بياناً من "بيت مال المسلمين" في "ولاية الرقة" قال فيه التنظيم إنه "بسبب الظروف الاستثنائية التي تمر بها الدولة الإسلامية تم إقرار تخفيض المبالغ، التي تدفع للمجاهدين كافة إلى النصف ولا يجوز استثناء أحد من هذا القرار مهما كان منصبه علما أنه سيستمر العمل على توزيع مواد غذائية كل شهر".
وقال قائد القيادة المركزية في الشرق الأوسط الجنرال لويد أوستن في تصريحات لشبكة "سي أن أن" إن العملية حرمت التنظيم من ملايين الدولارات.
وقال إن "تنظيم الدولة يشعر بالضغوط على دفتر شيكاته بعد الغارات التي قمنا بها ضد قدراته لإنتاج النفط والغاز وضد بنيته الاقتصادية والمصادر الأخرى للموارد المالية".
وأضاف أن "تنظيم الدولة بحاجة لتمويل مقاتليه وتجنيد مقاتلي جدد ومواصلة نشاطاته الشريرة الأخرى".
وقال رئيس اللجنة الأمنية بمجلس محافظة نينوى محمد إبراهيم إن الضربة الجوية التي أدت إلى إحراق الملايين وربما المليارات من أموال داعش جاءت بعد ورود معلومات استخباراتية دقيقة قدمها مواطنون لأجهزة الأمن، وأضاف أن التنظيم كان يستخدم تلك الأموال في تجنيد المقاتلين ودفع رواتبهم، إضافة إلى شراء الأسلحة لتنفيذ هجماته الإرهابية.