في الوقت الذي هوت فيه أسعار النفط لمستوى قياسي جديد، جددت دولة الإمارات عزمها التخلي عن الاعتماد على النفط تدريجيا وتهيئة اقتصادها لعصر ما بعد النفط.
وقال نائب رئيس الإمارات رئيس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بتدوينة على حسابه في تويتر اليوم السبت: "سنحتفل بآخر برميل نصدره من النفط كما قال أخي محمد بن زايد، وسنبدأ بوضع برنامج وطني شامل لتحقيق هذه الرؤية وصولا لاقتصاد مستدام للأجيال القادمة".
وأضاف نائب رئيس الإمارات: "اليوم 70% من اقتصادنا الوطني غير معتمد على النفط، وهدفنا تحقيق معادلة جديدة لاقتصادنا لا يكون فيها معتمدا على النفط أو مرتهنا لتقلبات الأسواق، وسنضيف قطاعات اقتصادية جديدة، وسنطور كفاءة وإنتاجية القطاعات الحالية، وسنعد أجيالا تستطيع قيادة اقتصاد وطني مستدام ومتوازن".
وأعلن الشيخ محمد قراره عقد خلوة وزارية موسعة في الأسابيع القادمة، بحضور الحكومات المحلية وخبراء الاقتصاد لمناقشة اقتصاد الأمارات ما بعد النفط.
وكانت أسعار النفط أغلقت تداولاتها في نيويورك نهاية الأسبوع دون 30 دولاراً للبرميل لخامي برنت والأميركي، وذلك في أقل "سعر إغلاق" منذ 13 عاماً. وسجل سعر برميل الخام المتوسط (غرب تكساس) تسليم فبراير 29,42 دولار للبرميل، متراجعا بـ1,78 دولار عن اليوم السابق. ويكون برميل النفط في نيويورك قد تراجع بـ7,50 دولار منذ بداية العام، أي نحو 21 في المئة.
وفي وقت سابق قالت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إن متوسط سعر سلة خامات المنظمة هبط إلى 25 دولاراً للبرميل. وقالت أوبك إن سعر سلة الخامات التي تنتجها 13 دولة عضوا في المنظمة قدر بنحو 25.69 دولار للبرميل. وعلى مدى الأشهر 18 الأخيرة، كانت تخمة المعروض هي العامل الأساسي المسؤول عن هبوط أسعار النفط بمقدار الثلثين.
كما أدى تدني الأسعار إلى ارتفاع الطلب العالمي إلى أعلى مستوى له في عدة سنوات، لكن ما لبثت أن ظهرت إشارات على نجاح استراتيجية أوبك، حتى ألغت الولايات المتحدة حظرا استمر لعشرات السنين على تصدير الخام، كما تتأهب إيران لزيادة إنتاجها بعد رفع العقوبات المفروضة عليها، بما عزز التوقعات بمزيد من الهبوط في أسواق النفط.
ويتوقع البعض حالياً مزيداً من الهبوط في أسعار النفط، لتصل إلى نحو 25 دولارا للبرميل. وجرى تداول خام برنت بسعر 29.53 دولار للبرميل الجمعة الساعة 10:23 بتوقيت غرينتش.
وتضم سلة خام أوبك خام صحارى الجزائري، وخام جيراسول من أنغولا، وخام أورينت من الإكوادور، وخام ميناس من إندونيسيا، والخام الإيراني الثقيل، وخام البصرة الخفيف، وخام التصدير الكويتي، وخام السدر الليبي، وخام بوني الخفيف من نيجيريا، والخام البحري القطري، والخام العربي الخفيف السعودي، وخام مربان الإماراتي، وخام ميري من فنزويلا.
ونقلت رويترز عن مصدر بصناعة النفط قوله إن "شركة سينوبك الصينية الحكومية المتخصصة في تكرير النفط، اشترت أول دفعة على الإطلاق من النفط الأميركي المخصص للتصدير، في صفقة مهمة بعد إلغاء حظر التصدير الذي استمر لأربعة عقود".