في ظل اضطراب أسعار النفط وضبابية الأسواق العالمية، دخلت شركات النفط كماشة الخسائر من جديد بعد فترة من الانتعاش، مما اضطرها لإعادة النظر في فاتورة الإنفاق على التنقيب والإنتاج.
ويواجه 33%، من منتجي النفط والغاز في الولايات المتحدة الأميركية خطر الإفلاس أو إعادة الهيكلة بحلول منتصف عام 2017، بحسب شركة Wolfe للأبحاث , وذلك في حال واصلت أسعار النفط تراجعها.
وقال باركليز إن شركات النفط والغاز العالمية تعتزم خفض الإنفاق على التنقيب والإنتاج نحو 15 بالمئة إذا تراوحت أسعار النفط الخام بين 45 و50 دولارا للبرميل، لكن الخفض قد يقترب من 20 بالمئة إذا حومت الأسعار حول 40 دولارا للبرميل، بحسب "رويترز".
وارتفعت العقود الآجلة للنفط اليوم الأربعاء للمرة الأولى في ثمانية أيام إذ صعد خام القياس العالمي برنت 20 سنتا إلى 31.06 دولار للبرميل وخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 27 سنتا إلى 30.71 دولار للبرميل.
ووفقا لمسح أجراه باركليز وشمل 225 شركة نفط وغاز عالمية من المتوقع أن ينخفض الانفاق في أميركا الشمالية 27 بالمئة في 2016 حينما يبلغ سعر برنت نحو 50 دولارا وسعر الخام الأميركي 45 دولارا.
آفاق الإنفاق العالمي
وأضاف باركليز في تقريره السنوي عن آفاق الإنفاق العالمي على التنقيب والإنتاج إن الإنفاق على مشروعات المنبع قد ينخفض بين 40 و50 بالمئة إذا استقرت أسعار العقود الآجلة بين 34 و35 دولارا للبرميل.
وتابع أن الإنفاق العالمي قد ينزل 11 بالمئة في 2016 لكن الشرق الأوسط، سيبقى مصدر الأداء القوي الوحيد حيث من المتوقع أن يرتفع الإنفاق هناك 6%.
وقال باركليز إنها المرة الثامنة فقط في عمر المسح البالغ 31 عاما التي يتوقع فيها أن يهبط الإنتاج العالمي لكنه أشار إلى أنها المرة الأولى التي ينخفض فيها الانفاق في عامين متتالين منذ 1986-1987.
مسار الأسعار إلى غموض
وفي حديث مع خبراء في شؤون النفط للعربية.نت أكدوا أنه ليس من السهل التكهن بمسار الأسعار، لكن هبوط الأسعار الحالي لم يكن متوقعاً والذي جاء نتيجه الوضع في الصين، ولابد من توقع ضعف إضافي فور دخول إيران للسوق النفطية من المستويات الحالية، وفي هذه الأجواء يصعب التكهن لكن تكرار سيناريو 86 بعيد لاختلاف الظروف. وما يزيد المشهد حيرة هو تحذير مورجان ستانلي" من هبوط النفط لمستوى 20 دولارا بسبب قوة الدولار ، وذكر بنك "مورجان ستانلي" أن ارتفاعا محتملا في قيمة الدولار الأميركي قد يهبط بأسعار النفط لمستوى 20 دولارًا للبرميل.
وقال "آدم لونجسن" المحلل لدى" مورجان ستانلي" عبر مذكرة بحثية صدرت أخيرا أن النفط المقوم بالدولار قد يتهاوى بنسبة قد تتراوح بين 10 إلى 25% في حال ارتفاع العملة الأميركية بنحو 5%.
وأشار التقرير إلى أنه في الوقت الذي تراجع فيه النفط أدنى مستوى 60 دولارًا للبرميل بفعل تخمة المعروض، فإن مزيدا من الانخفاض قد يكون مرتبطا باحتمالية صعود الدولار. وأوضح تقرير "مورجان ستانلي" أن سيناريو وصول النفط لمستوى 20 دولارًا للبرميل أصبح ممكنًا بسبب التطورات المحتملة في سوق صرف الدولار الأميركي.
في هذا الجانب بات التحدي أمام شركات النفط أكثر صعوبة خاصة خططها المستقبلية وقد تجد نفسها أمام الاستغناء عن عدد من الموظفين، وقد اضطرت شركات النفط الى تخفيض خططها الاستثمارية والتي تقدر بالمليارات.