رام الله – الاقتصادي- محمد علوان - "حالة اقتصادية خانقة"، "ضائقة مالية" كلمات أصبحت الأكثر ترددا في بيوت الكثير من الفلسطينيين، وعلى الرغم من صغر مساحة فلسطين إلا انها تعد من أكثر الدول غلاء من حيث عدم تناسب متوسط الدخل مع تكاليف الحياة الباهظة، وأمام ارتفاع الأسعار وكثرة المتطلبات تحتاج الأسر إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات الفاعلة في التقليل من النفقات والتوفير في ميزانية الأسرة.
وبغض النظر على من تقع مسؤوؤلية التوفير او ضبط النفقات، فالعائلات الفلسطينية بتكافلها وعيشها تحت إطار السقف الواحد و "الجيبة الواحدة" في اغلب الأوقات، شعب غير موسمي من حيث نفقاته، فالمصروف لا يتعدى النفقات والحاجات الأساسية الأمر الذي يجعل قضية التوفير أكثر صعوبة.
طبيعة الحياة تتيح للفلسطني التوفير
"بعد صبر طويل على الديون لمدة تزيد عن العام بعد زواجي، تمكنت انا وزوجي ان نوفر 100 دولار أمريكي، الشهر الذي يليه تمكنا من توفير مبلغ أكبر، في جميع الأحوال بعد عودتي من الولايات المتحدة الأمريكية وزواجي تأكدت انه إن وجدت الاموال وانتهت الديون، لن نجد شيئا سننفق عليه أموالنا من باب الرفاهية، كلها ضروريات" تقول وعد نابلسي (22 عاما) من مدينة رام الله.
أما طبيعة الحياة البسيطة والمساحة الصغيرة للمدن الفلسطينية تتيح للمواطن طرقا للتوفير لا يعرفها الفلسطينيون، فمثلا في جمهورية مصر وخاصة في أحياء القاهرة المساحات أكبر بكثير عنها في فلسطين، الأمر الذي يجعل المسافات التي تحتاج عشر دقائق من المشي تبدو قصيرة، فبالتالي تصبح إمكانية الاستغناء عن المواصلات متاحة للعديد من المواطنين سواء كانت بالمركبات الخاصة او وسائل النقل.
"كنت أسير من باب منزلي حتى أصل أقرب نقطة لاركب في الميكروباص ما يساوي المسافة بين بيتي وبين مدينة رام الله، إلا أنني اعتدت بعد عودتي من القاهرة اخذ المواصلات"، يقول سامي سليمان، فلسطيني أنهى دراسته الجامعية في القاهرة.
طرق للتوفير
١- أول طريقة وأشهرها هي محاولة توفير الكهرباء، فتحتل فاتورة الكهرباء 8% من معدل الدخل الشهري للمواطن العادي، الأمر الذي يوجب على ربة المنزل اختيار الأقل تكلفة من الكهربائيات بالمنزل، كما ويمكن اتباع الأسلوب الذي وفرته شركة الكهرباء وهو تحديد الحد الاعلى للاستخدام الامر الذي يساعد في تحديد المصروق الشهري للعائلة من الكهرباء،ويجب فصل أسلاك الأجهزة المختلفة عن مقابس الكهرباء، لأنها تستهلك طاقة حتى في حال عدم استخدامها، وينتج عنها تراكم مبلغ في الفاتورة بنهاية الشهر.
٢- الاشتراك بالتأمينات الصحية سواء كانت حكومية او خاصة، وتتراوح الخدمات التأمينية الشهرية في فلسطين ما بين 5-30 دولارا شهريا على مستوى العائلة إن كان التأمين تبعا للقطاع الخاص، أو ما لا يتعدى 3 دولارات شهربا في القطاع الحكومي.
٣- اتباع أسعار العروض، ففلسطين تابعة لنظام السوق المفتوح اقتصاديا، الامر الذي يتيح للتاجر أن يرفع في سعر المنتج سواء كان من الخضراوات او من البقالة العادية كما يرى هو، على الرغم من نشاط وزارة الاقتصاد بشكل كبير في الحد من الغلاء من خلال دائرة حماية المستهلك،إلا ان العروض التي تنتشر يوميا لأسعار البضائع تتيح لك إن تختار ماذا تحتاج بالسعر الذي يناسبك، وقبل التسوق قم بإعداد لائحة بما تريده و اضبط نفسك بهذه اللائحة و ابتعد عن فكرة التسوق كبديل للتسلية أو الترفيه.
٤- لا تشترك ببطاقات الصراف الآلي، ولا تستخدم الفيزا لكل مشترياتك والتجربة أكبر برهان، فهذه البطاقات تساهم بشكل كبير في شعورك بأن هنالك المزيد وان الصرف لن يتسبب بأي مشكلة مادية إلا ان الحصيلة في نهاية الأشهر لن تكون مرضية بنفس القدر الذي ستصله بعد توفير مبلغ من المال.
٥- اتباع أسلوب "الحصْالة" وهو اسلوب اتبعناه دائما في الصغر، وذلك بوضع الفائض من المصروف اليومي فيها، الامر الذي يبقي لديك فائضا من المال في نهاية كل شهر دون ان تشعر بضيق التوفير.