رام الله-الاقتصادي- لطالما كانت الحيوانات جزءًا من ثقافتنا العربية، فكانت الأحصنة والجمال معيارًا للجاه، واستخدمت الكلاب لرعاية المواشي وحراستها، في حين أخذت القطط نصيبًا من قصصنا الخيالية وحتى الدينية، ورغم ذلك ما تزال ثقافة الفلسطينيين لا تتقبل وجود هذه الكائنات في حياتنا اليومية.
"أليف" مشروع يسعى لتغيير تعاملنا مع الحيوانات
التفت غسّان جابر إلى الممارسات السلبية التي تطغى على تعاملنا مع الحيوانات، فأسس مشروعًا يسعى من خلاله إلى تعميق فهمنا للتعامل معها، وتقديم المشورة والنصح لمربي الحيوانات الأليفة في فلسطين والوطن العربي، ولقي صدى كبيرًا جدًا على مستوى الدول العربية كافة.
يقول جابر: "منذ صغري تربطني علاقة جيدة مع الحيوانات، لذا كبرت على تربيتها والعناية بها، وهكذا ولدت فكرة إنشاء "أليف"، الموقع الأول لمربي الحيوانات الأليفة في فلسطين، فكثيرًا ما كان أصحابي يلجئون إليّ لمساعدتهم على تدريب كلابهم مثلاً، وهكذا توّسع الموضوع وبت على خبرة جيدة به، وقرّرت أن أخلق من هوايتي عملاً.
ويبيّن جابر أن هدفه من إطلاق المشروع يتمحور حول إنشاء قاعدة بيانات مجانية ومتوفرة على مدار الساعة لمربي الحيوانات الأليفة.
ماذا يقدّم "أليف"؟
يبيّن جابر أن مشروعه الذي بدأ قبل ثلاث سنوات بخمسة أكياس من أكل الكلاب، يقدّم الآن خدمات عديدة، وهي بيع كلاب "شيبرد" ألمانية (راعي ألماني)، ورعاية الكلاب والحيوانات الأليفة في حال غياب مربيها، وتوفير مستلزمات تربيتها، بالإضافة إلى توفير معلومات حول صحة هذه الحيوانات وكيفية تربيتها ورعايتها وتدريبها.
ويقول: "لاقينا تجاوبًا كبيرًا من كثير من الدول العربية، فبات الكثير من مربي الحيوانات الأليفة يتهافتون على نشر صورهم على صفحات موقعنا الرسمي، بعد أن استفادوا من خبراتنا ونصائحنا في الموضوع.
يذكر جابر أن ما ساعد في نجاح مشروع "أليف" إلى جانب كونه فكرة ريادية وجديدة، هو أنه الموقع الوحيد الذي يستورد كلاب ألمانية من ألمانيا، كما أنه مشروع يؤمن بالاقتصادية والجودة في رعاية الحيوانات الأليفة، أي تزويد مربي الحيوانات بأفضل ما في السوق وبأقل الأسعار.
مشاريع مجتمعية
يسعى جابر إلى تطوير مشروعه باستمرار، فلم يتوقف عند بيع الكلاب ورعاية الحيوانات، بل يسعى إلى الحدّ من المشكلة البيئية التي يعايشها في فلسطين، والمتمحورة حول وجود أعداد هائلة من الكلاب الشاردة في القرى والمدن الفلسطينية، والتي تتسبب في مشاكل كثيرة، أهمها نقل الأمراض.
ويقول: "لقد خاطبت الجهات الرسمية كي نتعاون في تجميع الكلاب من الشوارع واستصلاح ما يمكن منها، وتطعيمها وعلاجها وتدريبها، وعرضها للتبنّي مقابل سعر رمزي، والقضاء على ما يتبقى من الكلاب المريضة عبر الموت الرحيم، وذلك تخفيفًا لمشكلة انتشار الكلاب في كل مكان، إلا أننا لم نستطع من المضي قدمًا في المشروع حتى الآن".
ويبيّن جابر أنه كان هناك مشروعًا يطمح إلى إنشاء كلية تدريب للكلاب البوليسية في أريحا، واستثمار النجاح الكبير الذي حققه مشروع "أليف"، في تدريب هذه الكلاب البوليسية محليًا، دون الحاجة للجوء لدول مثل روسيا وألمانيا وغيرها بشكل سنوي لتدريبها.
رابط الموقع:
