قال عاملون في مدن سياحية مصرية، إن التعويل على السائح المصري في تحريك المياه الراكدة في القطاع السياحي لم يؤتِ ثماره، وفشلت الأعداد التي انطلقت نحو المدن السياحية خلال الفترة الماضية في تعويض الفاقد من السياحة الأجنبية.
وقال مختار محمد، مدير الحجوزات بأحد فنادق مدينة أسوان جنوب مصر، إن نسب الحجوزات لا تتجاوز في الوقت الحالي 10%، وأغلب هؤلاء النزلاء من المصريين، فيما لا يتجاوز عدد السياح بالمدينة 10 أشخاص.
وأوضح في حديثه لـ"العربية.نت" أن هذا الرقم الهزيل من نسب الأشغال لا يعوض الفاقد في السياحة الأجنبية التي تختلف كثيراً عن السياحة الداخلية، ولولا تدخل وزارة السياحة والشباب والرياضة بمصر ما كانت نسب الإشغال قد وصلت إلى هذا الحد، حيث نجحت الحملات الترويجية التي تقودها الحكومة إلى جانب الحملات الشعبية التي انطلقت لدعم السياحة المصرية خلال الفترات الماضية، في جذب عدد من السياح، سواء من الداخل أو الخارج في المدن السياحية.
ولا يختلف الحال بمدن شرم الشيخ والغردقة، فرغم أن هذه الفترة هي الموسم السياحي لهذه المدن، إلا أن نسب الإشغال لا تتجاوز بأي حال نحو 15%، وذلك ما أكده أحمد جلال، مدير حجوزات بإحدى القرى السياحية بمدينة شرم الشيخ.
وأوضح أن هذا الوضع مستمر منذ حادث سقوط الطائرة الروسية في أجواء محافظة سيناء المصرية، واتجاه العديد من الدول الأوروبية إلى فرض حظر سفر على مواطنيها إلى مصر، ومنذ ذلك الوقت بدأ الركود يضرب المدن وتراجعت نسب الإشغال الفندقي والسياحي حتى وصلت في بعض الفترات إلى أقل من 5%.
وقبل يومين شن مسلحون هجوماً على أحد الفنادق بمدينة الغردقة، وأعلن وزير السياحة المصري هشام زعزوع أن الحكومة ستعلن تدابير أمنية إضافية لتأمين السياح بعد إصابة ثلاثة سياح في الهجوم على فندق بالغردقة على ساحل البحر الأحمر.
وأضاف الوزير أنه خلال الأيام المقبلة سيعلن عن تدابير أمنية أشد لتأمين جميع السياح الزائرين لمصر.
وحسب تقديرات زعزوع، فإن حجم خسائر قطاع السياحة في شرم الشيخ بعد سقوط وتحطم الطائرة الروسية يتجاوز نحو 2.2 مليار جنيه مصري شهرياً، وأن السياح من روسيا وبريطانيا يمثلون 70% من إجمالي السياح في شرم الشيخ.