تتجه السعودية لخصخصة شركة "أرامكو" التي تدير القطاع النفطي في المملكة، وسط توقعات بأن يشكل إدراج الشركة تحولاً جذرياً في سوق الأسهم السعودي، إذ يسود الاعتقاد في العالم بأن "أرامكو" ستكون الشركة الأضخم في العالم من حيث القيمة السوقية، لتتفوق بذلك على "أبل" التي يفوق حجمها أصلاً حجم العديد من اقتصادات الدول في العالم.
وكان الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد السعودي، قد كشف في مقابلة مع مجلة "إيكونوميست" أن السعودية تعتزم إدراج شركة "أرامكو" النفطية في سوق الأسهم بعد طرح أسهمها أو أسهم جزء منها في طرح عام أمام المستثمرين، في مؤشر على تحول كبير يشهده قطاع النفط السعودي.
وقال المحلل الاقتصادي في جريدة "ديلي تلغراف" البريطانية أندرو تروتمان إنه في حال مضت السعودية قدماً نحو إدراج "أرامكو" في السوق فإنها قد تتفوق على شركة "أبل" الأميركية التي هي الأضخم اليوم في العالم بقيمة سوقية تبلغ 530 مليار دولار، كما وصف تروتمان إدراج "أرامكو" في السوق بأنه "تحول دراماتيكي في السوق السعودي"، لافتاً إلى أنه "التحول الأهم منذ أن تخلص القطاع النفطي السعودي من الهيمنة الأجنبية في سبعينيات القرن الماضي".
ويلفت تروتمان إلى أن "أرامكو" تدير حالياً أكثر من 100 حقل نفط وغاز في السعودية، كما أنها أنتجت في العام2013 أكثر من 3.4 مليار برميل.
وتقول "ديلي تلغراف" إن إدراج "أرامكو" في سوق الأسهم السعودية سوف يعني ضخ كميات ضخمة من السيولة في السوق، وهو ما سيؤدي الى إنعاش الاقتصاد السعودي برمته.
وذهبت "وول ستريت جورنال" الأميركية إلى ما هو أبعد مما ذكرته "ديلي تلغراف"، إذ توقعت الصحيفة الأميركية في تقرير لها أن تصل القيمة السوقية لشركة "أرامكو" الى عشرة أضعاف قيمة "أبل"، ونحو 20 ضعف شركة "إكسون"، وهي أكبر الشركات النفطية المدرجة في البورصات على مستوى العالم.
واتفقت مجلة "فوربس" الأميركية مع "وول ستريت جورنال"، مؤكدة أن "أرامكو" سوف تتفوق على أضخم الشركات في العالم من حيث القيمة السوقية، بما في ذلك "غوغل" و"أبل"، وهما أكبر شركتي تكنولوجيا في العالم. كما أن "فوربس" تؤكد أن "أرامكو" سوف يزيد حجمها عن "إكسون موبايل" بنحو عشرين ضعفا.
يشار إلى أن "إكسون موبايل" هي شركة أميركية عملاقة تتخذ من مدينة تكساس مقراً لإدارتها، وتعمل في مختلف أنحاء العالم في مجال النفط والغاز، أما قيمتها السوقية فتزيد حالياً عن 74 مليار دولار أميركي، وهو ما يعني أن التوقعات تشير إلى أن "أرامكو" سيزيد حجمها عن 1.5 تريليون دولار.