أظهرت دراسة حديثة قامت بها جامعة "أكسفورد" أن وسائل التواصل الاجتماعي لا تساهم في زيادة عدد الأصدقاء المقربين من الإنسان، بالرغم مما وفرته من سهولة غير مسبوقة تاريخياً في التواصل مع عدد كبير من الأشخاص.

وعلى عكس الاعتقاد السائد، فإن توسع شبكة العلاقات وامتلاك العشرات أو المئات من الأصدقاء على فيسبوك وتويتر لا يعني أن الشخص يحظى بعددٍ كبيرٍ من الأصدقاء المقربين منه عاطفياً، والذين يمضي وقته معهم، إذ إن عدد هؤلاء لا يتغير سواء استخدم الإنسان وسائل التواصل الاجتماعي أم لم يستخدمها، كما لو أن الإنسان يمتلك قدرات اجتماعية محددة ومسبقة كما يعبر باحثو أوكسفورد.

وبحسب الدراسة التي نشرت في النسخة الإلكترونية من مجلة "بي إن إي إس" التابعة للأكاديمية الوطنية للعلوم في أميركا، فإن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي قد يجعل الإنسان يستبدل الأصدقاء المقربين منه بآخرين جدد، لكنه لا يزيد من العدد الإجمالي للأشخاص المقربين.

ورغم أن عدد الأصدقاء المقربين يختلف بشكل كبير من شخص إلى آخر، فيبدو أنه ثابت بالنسبة لكل شخص مهما توسعت شبكة علاقاته الشخصية في الحياة الواقعية وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، بحيث إن اكتساب صديق جديد مقرب عاطفياً يجعله بالضرورة يحل مكان صديق مقرّب سابق، وذلك من حيث التعلّق العاطفي وساعات التواصل في الأسبوع وتبادل الاتصالات الهاتفية واللقاءات وغيرها.

ويعلل البروفيسبور "روبن دونبار" من قسم "علوم النفس التطوريّة" في "أكسفورد" هذه النتائج بقوله: "تحتاج العلاقات الإنسانية إلى بذل مجهود ذهني وعاطفي كبير حتى تضمن استمرارها، إضافة إلى الوقت، ويبدو أن الإنسان يملك مخزوناً معيناً من قدرات التواصل، بحيث إن تطور وسائل الاتصال لا تستطيع تغيير ذلك".

ولإجراء هذه الدراسة قام الباحثون بعمل إحصائيات واستبيانات بين الطلاب، كما تابعوا بيانات هواتف 24 طالباً لمدة 18 شهراً، وراقبوا تغير نمط علاقاتهم مع انتقالهم من "المدرسة" إلى "الجامعة" ومع تعرفهم على أشخاص جدد في الحياة الواقعية وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، وخلصوا إلى أن هناك "بصمة اجتماعية" ثابتة تحدد طبيعة علاقات كل إنسان، وعدد الأشخاص المقربين منه في كل لحظة.