هل تندثر الحمضيات في غزة قريبا؟
ABRAJ: 2.08(%)   AHC: 0.80(%)   AIB: 1.18(1.72%)   AIG: 0.18(5.26%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.29(%)   AQARIYA: 0.82(%)   ARAB: 0.80(%)   ARKAAN: 1.33(0.75%)   AZIZA: 2.48(3.33%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.50(0.00%)   BPC: 3.80(1.81%)   GMC: 0.80(%)   GUI: 2.08(%)   ISBK: 1.19(0.00%)   ISH: 1.00( %)   JCC: 1.70(2.86%)   JPH: 3.63( %)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.71(%)   NAPCO: 0.99( %)   NCI: 1.65( %)   NIC: 2.95( %)   NSC: 3.07( %)   OOREDOO: 0.76(0.00%)   PADICO: 1.03(0.00%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 4.15(0.00%)   PEC: 2.84(7.49%)   PIBC: 1.07( %)   PICO: 3.39( %)   PID: 1.93( %)   PIIC: 1.80( %)   PRICO: 0.30(0.00%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.14( %)   RSR: 4.50( %)   SAFABANK: 0.80( %)   SANAD: 2.20( %)   TIC: 2.95( %)   TNB: 1.23(0.00%)   TPIC: 2.00( %)   TRUST: 3.00( %)   UCI: 0.43( %)   VOIC: 7.12( %)   WASSEL: 1.07( %)  
12:00 صباحاً 19 كانون الأول 2015

هل تندثر الحمضيات في غزة قريبا؟

غزة-الاقتصادي-إسلام أبو الهوى- مازال المزارع سليمان ابراهيم 70 عاما من بلدة جباليا يشعر بالحسرة لضياع بيارة الحمضيات التي كان يمتلكها شرق البلدة وتحديدا على بعد كيلو متر من خط التحديد الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 48 .

ورغم الدمار والتجريف التي أحدثته قوات الاحتلال بالمنطقة إلا أنه يشعر بالحنين الدائم إلى تلك الأيام التي  يتجول فيها في بيارته ويقطف الحمضيات بأنواعها المختلفة ليبيعها في السوق المحلي لإعالة أسرته الكبيرة.

ويستذكر ما حدث في ذلك اليوم قائلا :"كنت املك 40 دونما مزروعة بالحمضيات  إلا ان قوات الاحتلال جرفتها في بداية انتفاضة الأقصى عام 2000، ولم أعد قادرا على إعادة زراعتها بالحمضيات وحاولت الاستعاضة عنها بالخضراوات إلا ان تكرار عمليات التجريف جعلني غير قادر على البقاء في تلك المنطقة بعد ان أصبحت قوات الاحتلال تستهدف أبنائي والمزارعين الذين يقتربون من أرضهم فقررت بيعها لكنني أشعر بالندم الشديد .

وأضاف بنبرة حزن :" ورثت هذه الأرض عن آبائي واجدادي وكنت أرغب أن اورثها لأبنائي لكني لم استطع التمسك فيها بعد أن تعرض أبنائي لإطلاق النيران أكثر من مرة فخفت عليهم .

وكان الحاج ابراهيم قد ورث بيارته التي كانت مزروعة بالبرتقال والبوملي والجريفوت عن اجداه واعتنى بها هو وأبناؤه قبل ان تأتي جرافات الاحتلال لتدمر حلمه وتضع عائلته في مهب الريح.

قصة الحاج ابراهيم تشبه عشرات القصص في غزة لبيارات الحمضيات التي تكاد تختفي من قطاع غزة بعد أن كانت تحتل مساحات كبيرة من القطاع أصبح خلالها القطاع يعتمد بصورة كبيرة على زراعة الحمضيات .

تناقص المساحات المزروعة في الحمضات

 تناقص المساحات المزروعة بالحمضيات لم يكن مرده إلى تجريف قوات الاحتلال للأراضي الزراعية فقط  بل شمل ايضا ميل المزارع الفلسطيني الي بيع الأراضي او استثمارها بزراعات مختلفة مردودها المالي أسرع بعد أن دمر الاحتلال أية امكانية لتطوير هذه الزراعة وفتح آفاق تصدير منتجاتها إلى الخارج.

فعمد الآلاف من المزارعين إلى ترك مزارعهم أو تجريفها وبيعها لتصبح تجمعات سكنية كبيرة ما أدى إلى تناقص خطير في أوضاع الحمضيات في قطاع غزة ليصبح القطاع مستوردا لهذه المنتج بعد أن كان مصدرا رئيسيا له .

ويقول المزارع نواف المصدر 45 عاما أنه ورث 30 دونما من الحمضيات عن آبائه واجداده وكانت العائلة تعتمد عليها بشكل أساسي .

وذكر المصدر أن إنتاج الحمضيات كان وفيرا ويزيد عن حجم الاستهلاك الأمر الذي كان يدفع المزارعين إلى إلقاء كميات كبيرة في الشوارع العامة حتى يأكل الناس.

تغير الحال بعد الانتفاضة الأولى

وأضاف  كانت التكلفة بسيطة والإنتاج وفير والدخل المالي كبير جدا إلا ان معاناة المزارعين بدأت تزداد مع اندلاع الانتفاضة الأولى بعد أن بدأت سلطات الاحتلال تعيق عمليات التصدير إلى الأردن تحدت ذريعة اجراء الفحص الذي كان يستغرق فترة طويلة تتعرض خلالها الحمضيات للتلف.

وقال :" عام 1987 دخلت مشاريع الدفيئات الزراعية الي القطاع فأتجه المزارعون إلى استخدامها بديلا عن زراعة الحمضيات مع ازياد الطلب على الخضراوات في السوق المحلي ما دفع الكثيرين إلى اقتلاع اشجار الحمضيات واستبدالها بالدفيئات.

ويشعر المصدر بالحسرة بعد أن تبدلت أحوال قطاع غزة ليتجه إلى استيراد الحمضيات بدلا من تصديرها.

وفي قصة أخرى يقول المزارع أبو اسماعيل (64 عاما) الذي كان يمتلك 13 دونما مزروعة بالحمضيات بعد مارست أن قوات الاحتلال أساليب مختلفة لإبعاد المزارعين عن زراعة الحمضيات حيث تراجعت الجودة العامة للمنتج وتوقف التصدير لتصبح الحمضيات المنتجة في غزة غير كافية للسوق المحلي .

وتابع: مما زاد الوضع سوءا أن الحمضيات الإسرائيلية غزت أسواق غزة عبر الأنفاق حيث كان يتم تهريبها إلى مصر ومن هناك إلى غزة والادعاء أنها من الأسواق المصرية لتستفيد اسرائيل من الحرب التي شنتها على قطاع الحمضيات في قطاع غزة.

اسرائيل لعبت دورا تخريبيا

ويؤكد محسن ابو رمضان مدير المركز العربي للتطوير الزراعي  أن مساهمة الحمضيات في الناتج المحلي تراجعت بسبب اجراءات الاحتلال  من خلال فرض الضرائب عليها واجبار المزارعين على تركيب عدادات المياه ما أعاق الاستمرار في الاستثمار في زراعة الحمضيات

ونوه إلى ان تراجع تصدير الحمضيات  إلى الخارج  بدأ مع الانتفاضة الاولى، متهما إسرائيل بالعمل على تدمير شجرة الحمضيات لأنها كانت معنية بتسويق الحمضيات الإسرائيلية في أسواق القطاع والخارج .

ولا ينكر أبو رمضان ما شكله الزحف العمراني على الأراضي الخضراء والاعتداءات الاسرائيلية من خطر كبير على السلة الغذائية للقطاع ما أدى إلى تقلص انتاج الحمضيات في القطاع.

وقال:" إن الحصار واغلاق المعابر التي تربط القطاع مع الخارج أثر بشكل كبير على عملية التصديرـ منوها إلى أن التقنيات الخاصة بتطوير الحمضيات لم تدخل القطاع ما جعل المزارعون يفضلون المزروعات التي تأتي بمرود مالي سريع.

وطالب ابو رمضان باستثمار المناطق الفارغة والعازلة في زراعة الحمضيات، داعيا إلى وضع خطة لإعادة احياء زراعة الحمضيات من خلال الابقاء على المساحات الخضراء وتشجيع المزارعين على زراعة الحمضيات.

تلوث مياه وزحف عمراني

بدوره يشير عبد الكريم عاشور أحد الخبراء في التنمية الزراعية إلى ان قطاع الحمضيات قد تضرر كثيرا بعد الحصار بسبب تلوث مياه الري بالنترات وعدم قدرة الحمضيات في غزة على المنافسة، لافتا إلى ان الزحف العمراني ساهم في تقليص الاراضي المخصصة لزراعة الحمضيات.

وقال :" انخفضت المساحة المزروعة بالحمضيات لأكثر من 80% بعد ان كانت اكثر من 72 الف دونم مزروعة بالحمضيات خلال الثمانيات تقلصت المساحة إلى 14 الف دونم فقط وهذا الرقم يتناقص كل عام .

ويعتقد عاشور أن بداية الحرب الإسرائيلية على الحمضيات بدأت بإعاقة التصدير واغلاق المعابر وعدم السماح بزراعة اشتال جديدة مما شجع المزارع للأسف على استبدال الحمضيات بالدفيئات الزراعية، مؤكدا أن عمليات التجريف التي نفذها الاحتلال قبل رحيله عن غزة زادت عن 40 الف دونم زراعي أي ما يعادل مليونا و600 الف شجرة.

وشدد عاشور على أهمية ان تسعى وزارة الزراعة والمؤسسات الاهلية الزراعية إلى تحسين واقع زراعة الحمضيات من خلال ارشاد المزارعين حول افضل السبل لإنتاج حمضيات سليمة وجاهزة وقادرة على المنافسة في الأسواق الخارجية مشددا على اهمية تشجيع المزارع على زراعة الحمضيات.

 

يذكر أن كميات إنتاج  وتصدير الحمضيات انخفضت  من عام 1994 إلي عام 2006 بنسبة تزيد عن 70% حيث بلغت الكمية المنتجة في عام 1994 بـ 103774 طنا وبلغت عام 2006 19500  طن تقريبا.

كذلك انخفضت كمية تصدير الحمضيات من عام 1994 إلى عام 2006 بنسبة تزيد عن     90% حيث بلغت الكمية المصدرة في عام 1994 بـ 89307 طنا وبلغت عام 2006 بـ 1733 طنا. وكانت آخر كمية من الحمضيات تصدر من قطاع غزة إلى الخارج،  حيث فرض الجانب الاسرائيلي الحصار على قطاع غزة لسنوات طويلة.

 

Loading...