دشنت المملكة الأردنية الهاشمية الخميس أول مشروع لتوليد الكهرباء باستخدام طاقة في محافظة الطفيلة  الجنوبية (نحو 190  كم ) عن عمان، بقدرة توليدية تبلغ 117 ميغاواط تنتج 400 جيجاواط /الساعة سنويا، وبما سيوفر على الخزينة العامة للدولة ماقيمته 50  مليون دولار في العام من كلفة انتاج الكهرباء.

وبرعاية العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني الذي أدار مفتاح تشغيل المشروع، انطلقت رسميا محركات 38 توربين من طراز vestas v 112 ، يبلغ ارتفاع برج كل منها 100 متر، فيما يبلغ اجمالي الارتفاع 150 مترا مع الشفرات.

المشروع الذي يعتبر الأول من نوعه في المنطقة من حيث طبيعته وحجمه ، من شأنه أن يشكل ما نسبته 3.5 في المائة من اجمالي الاستهلاك السنوي للطاقة الكهربائية في البلاد. وتملك وتدير المشروع شركة رياح الاردن للطاقة المتجددة، وهي شركة استثمارية خاصة.

وقال سامر جودة رئيس مجلس ادارة "رياح الاردن" في الافتتاح ان المشروع يسهم في تحقيق أمن التزود بالطاقة في الاردن وفي المنطقة العربية وبكلفة 287 مليون دولار.

وفي تصريحات لموقع CNN بالعربية، قال جودة  إن المشروع يوفر مخزونا استراتيجيا للاردن من الطاقة المتجددة والطاقة البديلة وبما يعادل توفير الكهرباء لنحو 150 ألف منزل سنويا، وبما يوفر 50 مليون دولار على خزينة الدولة من كلفة انتاج الكهرباء فيما لو تم انتاج ذات كمية الكهرباء بالاساليب التقليدية.

وأضاف جودة "الفائدة واضحة جدا والجانب الاستثماري للمشروع يثبت الأمن والاستقرار الموجود في المملكة ويجسد رؤى الملك في الدعوة للاستثمار".

وفيما يأتي المشروع بعد أيام من اختتام أعمال قمة باريس للمناخ، أشار جودة الى استثمار ثلاث شركات عالمية في المشروع، هي صندوق انفراميد للبنية التحتية الفرنسي وشركة مصدر الاماراتية، إضافة الى شركة اي بي جلوبال اينرجي القبرصية.

وفيما يتعلق بتمويل المشروع، فقد أسهمت به عدة شركات عالمية بنحو 221 مليون دولار وفقا لجودة، كبنك الاستثمار الاوروبي وصندوق اوبك للتنمية الدولية ووكالة تسليف الصادرات الدنماركية والبنك العربي الاوروبي والمؤسسة الهولندية للتمويل، إضافة لمؤسسة التمويل الدولية التابعة للبنك الدولي.

ويأتي المشروع تعزيزا وانسجاما مع الاستراتيجية الوطنية للطاقة في المملكة، وسعيا لزيادة استخدام الطاقة المتجددة في خليط الطاقة الكلي للوصول إلى نسبة 10 في المائة بحلول عام 2020، إذ كانت الحكومة الاردنية قد أقرت عام 2012 قانون الطاقة البديلة، ويعتبر هذا المشروع أحد مشاريع العروض المباشرة بموجب القانون.

من جهته قال سلطان الجابر وزير الدولة في الامارات ورئيس مجلس ادارة شركة مصدر، إن مشروع مزرعة رياح الطفيلة سيكون الاساس الذي سيتم من خلاله استكشاف شراكات مستقبلية للطاقة في الاردن.

أما فريدريك اوتافي، الرئيس التنفيذي لصندوق انفراميد، فقال إن الانخراط في المشروع يظهر تصميم المستثمرين الاوروبيين اتجاه دعم الاستقرار والتنمية الاقتصادية في الاردن.

وفي ذات السياق، بين ابراهيم سيف وزير الطاقة والثروة المعدنية الاردني أن القانون وضع للاسهام في حل مشكلة الطاقة في الاردن الذي يستورد 96 في المائة من احتياجاته للطاقة وبما يستهلك أكثر من 20 في المائة من الناتج الاجمالي للدولة.

عن CNN