الاقتصادي- بثينة سفاريني- أعلن عادل عمرو، عضو النقابة الوطنية لعمال النقل في فلسطين، عن إلغاء الإضراب الذي كان مقرراً صباح اليوم الأحد لشركات النقل والشاحنات الخاصة العاملة على معبر الكرامة مع الجانب الأردني، وذلك بعد وعود ببحث تسهيل الإجراءات التجارية على المعبر الذي شهد تعقيدات متزايدة منذ أيلول/سبتمبر الماضي.
كان من المفترض أن يبدأ الإضراب الساعة السابعة صباحاً للمطالبة بفتح المعبر أمام جميع قطاعات النقل دون استثناء، وفقاً لتصريحات عمرو لـ"الاقتصادي".
وبيّن عمرو أن الإضراب ألغي بناءً على اتصالات تلقاها سائقون من الجانب الفلسطيني، تدعوهم إلى تأجيل هذه الخطوة الاحتجاجية، مؤكداً أن نظمي مهنا، مدير عام الإدارة العامة للمعابر والحدود، يقود جولات تشاورية مع الجانب الإسرائيلي بهدف إعادة تفعيل العمل التجاري على المعبر.
يعمل على معبر الكرامة حوالي 500 شاحنة، يتبع بعضها لـ نحو 30 شركة نقل، بينما الباقي هي شاحنات خاصة، وفقاً لعمرو.
وقد تراجع نشاط هذه الشاحنات بشكل حاد إثر الأحداث الأمنية التي وقعت قرب المعبر في أيلول/سبتمبر، مما انعكس سلباً على الحركة التجارية المتباطئة أصلاً في الأراضي الفلسطينية في ظل ارتفاع البطالة وتدهور الوضع الاقتصادي بسبب الحرب.
في السياق ذاته، صرّح حازم حمدان، مدير شركة "غور الأردن" للنقليات، أن الإضراب كان مقرراً للمطالبة بإعادة العمل لجميع قطاعات النقل عبر المعبر. وأوضح أن الشركة عقدت اجتماعاً مع نظمي مهنا، الذي بدأ بالفعل مشاورات لفتح الجانب التجاري من المعبر.
وأشار حمدان إلى أن إدخال الإسمنت السائل من الأردن إلى الضفة الغربية ما زال مستمراً رغم التحديات، حيث يتم نقله عبر أنابيب متصلة بين الجانبين الأردني والفلسطيني دون الحاجة إلى تدخل أمني. إلا أنه أوضح أن الكمية المستوردة تراجعت بشكل كبير لتصل إلى حوالي 50 شاحنة يومياً بعد أن كانت تتراوح بين 200 و210 شاحنات بشكل يومي قبل أيلول/سبتمبر.
وأكد حمدان على أهمية استيراد الإسمنت السائل في تشغيل المصانع بالضفة الغربية، مطالباً بعودة جميع قطاعات النقل إلى العمل الطبيعي عبر المعبر.
وذكر أن شركته "غور الأردن" تمتلك نحو 20 إلى 22 شاحنة تعمل في استيراد وتصدير البضائع عبر معبر الكرامة، حيث كانت الشركة قبل أيلول تصدر حوالي 10 شاحنات يومياً، وتستورد بين 40 و50 شاحنة يومياً، وهو ما توقف تماماً بعد إغلاق الجانب التجاري من المعبر.
ويأمل العاملون بقطاع النقل في أن تسفر الجهود التفاوضية الجارية عن حلول فعّالة تُعيد النشاط التجاري عبر معبر الكرامة، وتساهم في تخفيف المعاناة الاقتصادية التي تلقي بظلالها على المجتمع الفلسطيني.