معدلات البطالة في القطاع وصلت بالربع الرابع 2023 إلى 75%
الاقتصادي- استعرض الإحصاء الفلسطيني أوضاع الشباب في فلسطين، عيشة اليوم العالمي للشباب، الموافق غداً الإثنين، 12 آب/ أغسطس من كل عام.
ويأتي اليوم العالمي للشباب هذا العام وسط استمرار العدوان على قطاع غزة والانتهاك المستمر لحقوق الإنسان، بما فيها حرية التواصل والاتصال والتعبير، ضمن استهداف ممنهج لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
الواقع الديمغرافي لشباب فلسطين عشية عدوان الاحتلال الإسرائيلي:
تشير المعطيات إلى أنه عشية عدوان الاحتلال على القطاع في 7 أكتوبر الماضي، كان يقيم في دولة فلسطين نحو 5.6 مليون فلسطيني، منهم 1.2 مليون شاب وشابة (18-29 سنة) يشكلون ما نسبته 22% من إجمالي السكان في فلسطين نهاية 2023.
منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، استشهد أكثر من 39 ألف فلسطيني، ما يشكل ما نسبته 1.8% من إجمالي سكان القطاع، منهم حوالي 24% من الشباب (26% ذكور، و22% إناث).
كما غادر القطاع عدة آلاف من الفلسطينيين منذ بداية العدوان. وبلغ عدد الشهداء نتيجة المجاعة 34 شهيداً، وهناك حوالي 3,500 طفل معرضون للموت بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء، في حين بلغ عدد الجرحى أكثر من 95 ألف جريح، 70% منهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى نحو 10 آلاف مفقود.
أما عدد الشهداء في الضفة الغربية فقد وصل إلى 620 شهيداً، معظمهم من الشباب والأطفال، حيث بلغت نسبة الشهداء دون سن 30 سنة نحو 75%.
العدوان يؤثر على التركيب العمري للسكان خاصة الفئات الشابة
بناء على هذه المعطيات، فإن معدل النمو المقدر في قطاع غزة لعام 2023 سينخفض من نحو 2.7% وفق تقديرات الجهاز لعام 2023 إلى نحو 1% فقط خلال عام 2024 وتحديدا بعد منتصف العام، إذ ستنخفض معدلات المواليد والإنجاب بصورة كبيرة جدا نتيجة لتوجه الأزواج لعدم الإنجاب نظرا للأوضاع السائدة وخوفا على صحة الأمهات والأطفال وانخفاض عدد حالات الزواج الجديدة خلال العدوان، إلى مستويات متدنية للغاية.
كما يتوقع أن يتأثر التركيب العمري والنوعي للسكان مباشرة نتيجة لاستهداف الجيش الإسرائيلي المتعمد لفئات محددة للسكان كالأطفال والشباب، ما يؤدي إلى تشوه في شكل الهرم السكاني خاصة في قاعدته، مع العلم أن هناك تأثيرا متوسطا وبعيد المدى يتوقع أن يطال التركيب العمري للسكان يتمثل بانخفاض عدد المواليد للسنوات القادمة والذين يمثلون القاعدة الأساسية للهرم السكاني نتيجة لاستهداف فئة الشباب والتي تنجب أو التي يتوقع أن تساهم في إنجاب الأطفال خلال السنوات القادمة.
سبعة شهداء من بين كل ألف طالب وطالبة ملتحقين في مؤسسات التعليم العالي في قطاع غزة
بلغ عدد الشهداء منذ بدء العدوان من الطلبة الملتحقين في مؤسسات التعليم العالي في فلسطين 653 طالبا وطالبة، بواقع 619 طالبا وطالبة في قطاع غزة و34 طالبا وطالبة في الضفة الغربية.
في حين ارتقى 105 عامل وعاملة ممن يعملون في مؤسسات التعليم العالي في قطاع غزة نتيجة الغارات الجوية المستمرة. فيما بلغ عدد الجرحى من الطلبة الملتحقين في مؤسسات التعليم العالي في قطاع غزة 1,406 جريح وجريحة بواقع 1,283 جريحا وجريحة في قطاع غزة و123 جريحا وجريحة في الضفة الغربية.
كما تم اعتقال ما يزيد عن 197 طالباً وطالبة ملتحقين في جامعات الضفة الغربية. البيانات حتى تاريخ (2024/08/06).
88 ألف طالب وطالبة في قطاع غزة حرموا من حقهم بالتعليم الجامعي
كرد فعل طبيعي للقصف المستمر بالغارات العنيفة على قطاع غزة وحصيلة الشهداء من الطلبة والعاملين، وتدمير البنية التحتية لعدد لا بأس به من الجامعات، فقد تم تعطيل جميع مؤسسات التعليم العالي في قطاع غزة منذ بدء العدوان وحرمان حوالي 88 ألف طالب وطالبة من الذهاب إلى جامعاتهم، فيما حرم حوالي 39 ألف طالب وطالبة من حقهم في تقديم امتحان شهادة الثانوية العامة في قطاع غزة لهذا العام.
تكنولوجيا المعلومات والاتصالات طوق للتعافي الاقتصادي بعد العدوان
شهد قطاع غزة انتشارا واسعا لاستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات قبل العدوان الإسرائيلي، فقد أشارت بيانات المسح الأسري لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، الذي أنهى جمع بياناته عشية بدء العدوان على القطاع من عام 2023، إلى أن غالبية الشباب يستخدمون الإنترنت ويمتلكون هاتفا ذكيا. حيث أن حوالي 97% من الشباب في الفئة العمرية 18-29 سنة يستخدمون الإنترنت من أي مكان، 99% في الضفة الغربية و92% في قطاع غزة.
كما أظهرت البيانات أن 93% من الشباب كانوا يمتلكون هاتفا ذكيا، بمعدل 99% في الضفة الغربية و83% في قطاع غزة.
ويرتبط قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بشكل مباشر بمعيشة الأفراد ورفاهيتهم وبالنمو الاقتصادي، لقدرته على توفير فرص مستدامة وشاملة للنمو والدخل، كما أن موارد ومجالات العمل ضمن هذا القطاع خاصة في قدرته على الوصول إلى الأسواق الخارجية دون الخضوع للقيود المفروضة من الاحتلال في كافة مجالات الحياة، وبمجرد توقف العدوان سيعد قطاع التكنولوجيا أسرع قطاع في إعادة التشغيل والإحياء لكونه يتطلب مواردا ضئيلة للبدء تتمثل في الحاسوب المحمول والكهرباء والإنترنت.
نسب مرتفعة للشباب الحاصلين على شهادات دراسية عليا يقابله معدلات بطالة عالية
أشارت بيانات العام 2023 إلى أنه من بين كل 100 شاب/ة في العمر 18-29 سنة، هناك 18 شاب/ة حاصلين على درجة البكالوريوس فأعلى، ولعل الشابات الأوفر حظا، إذ أن 23 شابة من بين كل 100 شابة حاصلة على درجة البكالوريوس فأعلى، مقابل 14 شابا من الذكور.
في المقابل، بلغت معدلات البطالة في 2023 في الضفة الغربية 56% بين الإناث و34% بين الذكور، ولعل أعلى معدلات للبطالة بين الشباب في الضفة الغربية في العمر 18-29 سنة سجلت بين الخريجين منهم من حملة الدبلوم المتوسط فأعلى بواقع 48% بفرق واضح بين الشباب الذكور والإناث، 34% للذكور و61% للإناث.
أما في قطاع غزة، فتشير التقديرات إلى أن معدلات البطالة في الربع الرابع 2023 وصلت إلى 75%، حيث أن أعلى معدلات للبطالة كانت بين الشباب 18-29 سنة بواقع 95%، كما تشير التقديرات إلى أن معدلات البطالة بين الشباب الحاصلين على مؤهل علمي دبلوم متوسط فأعلى بلغت حوالي 91%.
حوالي 152 ألف شاب يعملون في القطاع غير المنظم
بلغ عدد الشباب (18-29 سنة) العاملين في القطاع غير المنظم لعام 2023 في الضفة الغربية 152,000 منهم 140,200 من الذكور مقابل 11,800 من الإناث، وتمثل نسبة الشباب العاملين في هذا القطاع نحو 44% من إجمالي الشباب العاملين في فلسطين.
حوالي نصف الشباب ليسوا في دائرة العمل أو التعليم/التدريب
47% من الشباب (18-29 سنة) خارج سوق العمل والتعليم/التدريب (الشباب غير المنخرطين في عمل أو ملتحقين في التعليم/التدريب) في الضفة الغربية في العام 2023، وكانت الأعلى بين الإناث منها بين الذكور، إذ بلغت 61% للإناث مقابل 34% للذكور.