وكالات - الاقتصادي - انهيارات المباني الضخمة بشكل مفاجيء، كان ومازال من أسوأ ما قد يحدث في المدن. وقد أبرزت حوادث انهيارات المباني أهمية مراقبة مواد البناء وطرق الإنشاء، والتركيز على الأخلاقيات والسياسات المتبعة في هندسة المنشآت. فقد حدث أن ينهار برج ضخم في أقل من عشر ثوانٍ، بسبب سوء التخطيط والإنشاء، تاركاً تحت أنقاضه مئات الأرواح.
قد تجذبنا هندسة الكتثير من المباني، لكن خطأ غير مقصود، أو عدم التزام في معايير السلام، أو تهاون في تدعيم البناء، قد يؤدي إلى كارثة حقيقية لا تنسى. هنا قائمة لصور لأسوأ انهيارات المباني في التاريخ.
عود ثقاب واحد، أشعلته امرأة تقطن في الطابق الثامن عشر، أدى إلى انهيار زاوية كاملة من مبنى رونان بوينت المكون من 22 طابق. المبنى كان حديث الإنشاء، فلم يكن قد مضى على إنهاء بنائه سوى خمسة أيام قبل وقوع حادث الانهيار.
بالنسبة لحادث بهذه الضخامة، كان من الحظ الجيد أن عدد الضحايا أربعة فقط، وسبعة عشرة إصابة من ضمن 260 شخص كانوا يقطنون في المبنى. حتى أن المرأة التي تسببت في هذا الانهيار لم تصب سوى بحروق طفيفة، وانتقلت هي و موقدها إلى عنوان آخر بسلامة.
هذا الحادث كان إنذاراً لأهالي لندن من خطر إنشاء المباني المرتفعة. مما أدى إلى إصدار قرار بهدم العديد من تلك المباني، ليحل محلها عمارات أقل ارتفاعاً.
انهيار صخري بسبب قوة 200 طائرة جوية، أدى إلى تحطيم أساسات أحد الأبراج الثلاثة لهاي لاند في ماليزيا. وقد وصفه الشهود بأنه كان انهياراً بحركة بطيئة، عقبه صوت مرعب لتحطم الجدران، ثم سكون تام.
السبب الرئيسي لهذا الانهيار هو ضعف أساسات البناء، وبسبب تجريف الأرض التي تعلو منطقة الأبراج، لم تتحمل أنابيب الصرف والتربة الأمطار لعشرة أيام متتالة مما أضعف أساسات المبنى أكثر، وكان الانهيار.
لم تستطع فرق الإنقاذ سوى انتشال أربعة أشخاص على قيد الحياة، بسبب الطين اللزج وعدم توقف الأمطار والمساحة الشاسعة للدمار. أكثر من مئة ألف متر مربع مغطى بالطين السائل. فيما بعد، تم انتشال 48 جثة ممن كانوا يقطنون في المبنى.
تم إخلاء البرجان الآخران، وهما حتى يومنا هذا صامدان كضريح لمقبرة موحشة.
لم يكن بناء مبنى دلهي بشكل غير قانوني كافياً لصاحبه، بل زاد الأمر سوءاً حين جعله مكتظ بالعمال المهاجرين من المناطق الريفية. وهذا ما أدى إلى انهياره بشكل كامل، وبدون إنذار مسبق للسكان بالإخلاء.
من ضمن 400 شخص يقطنون المبنى، بلغ عدد الضحايا 67 شخص، وأكثر من 150 جريح. استمر انتشال الضحايا طوال الليل، في وجود أهالي السكان الذين عانوا بانتظارهم أبناءهم ليعرفوا ما إذا كانوا على قيد الحياة.
كان المبنى قيد البناء، ومن المتوقع أن يتم افتتاحه بعد خمسة أشهر من تاريخ الحادثة. إلا أن إزالة بعض الأعمدة الداعمة قبل تيبس الإسمنت بشكل كامل في الطابق 22، أدى إلى انهيار المبنى كاملاً. وقد ترك خلفه كمية هائلة من الركام والغبار، كما خلف أربعة عشر ضحية، و34 من العمال الجرحى.
لم يكن المبنى مصمماً لأن يصل ارتفاعه إلى أكثر من عشرين طابق فقط، إلا أن المالك طمع في أن يزيد عدد الطوابق وهذه كانت النتيجة.
مايكل هيل، أحد العمال في البنى، استمر في الجري من الطابق الثالث والعشرين إلى الطابق الرابع حينما شاهد شقوقاً في السقف. اضطر بسبب انهيار الطوابق فوق الطابق الرابع أن يقفز منه على الأرض مما أدى إلى كسر كلتا يديه، لكنه نجى في النهاية.
في غضون عشرة ثوان، انهار مبنى فندق رويال بلازا المكون من ستة طوابق بشكل كامل. بلغ عدد الضحايا 137 قتيل، وأكثر من 227 جريح.
بسبب ازدحام المبنى بالمؤتمرات واللقاءات في ذلك اليوم، أدى هذا الانهيار لفقد عدد كبير من الضحايا. وقد تم اعتقال مالك الفندق، والمهندس المعمار والمدني بسبب دعوى إضافة ثلاثة طوابق إلى المبنى في عام 1990، بدون مراجعة هندسية لإمكانية المبنى. كما أن الاحتفاظ بكمية كبيرة من الماء في الخزانات العلوية للفندق أدت زيادة الضغط على الأساسات وانهيار المبنى.
المبنى السابع من ضمن إحدى عشر بناية يضمها مجمع لوتس ريفرسايد، سقط كاملاً بدون نقص على ظهره! نعم على ظهره.
وقد حدث ذلك بسبب عدم مناسبة الأرضية للبناء، وقرب المكان لضفة نهر. وكانت ضفة النهر القريبة قد انهارت قبل الحادث بيوم واحد فقط. مما أدى إلى اقتلاع جذور البناية وميلانها، حتى سقطت كما هي بكل طوابقها بشكل صعب التصديق، وقد أودت هذه الحادثة بحياة عامل واحد ممن كانوا يشاركون في بناء المجمع، أما البقية فقد هربوا حال إحساسهم بميلان البناية، وقد قال الشهود أنهم أحسوا بأن زلزالاً قوياً ضرب المنطقة.
الشركة المشرفة على البناء، كانت تعمل بشكل غير قانوني لمدة خمسة أعوام في الصين. وقد انهارت أكثر من 7000 مدرسة في الصين بسبب هزة أرضية في العام السابق للحادثة.
كان انهيار فندق نيو ورلد المكون من ستة طوابق، الصدمة الكبرى بعد الحرب العالمية الثانية للشعب السنغافوري. فقد انهار المبنى بالكامل وتحول إلى كومة من الحجارة، في أقل من 60 ثانية. مخلفاً وراءه 50 جثة قتيل تحت الركام.
كان المبنى مكوناً من فندق، وبنك، ونادي ليلي. وقد تم جلب خبراء من كل أنحاء العالم، ليستعين بهم الدفاع المدني السنغافوري. وقد تم استخدام أجهزة استكشاف للصوت، ساهمت في إنقاذ 17 شخص فقط.
اكتشف الخبراء أخطاء جسيمة في التصميم والإنشاء، جعلت من هذا المبنى قنبلة موقوتة.
انهيار مبنى مرتفع مكون من 20 طابق، أدى إلى انهيار المبنى المحاذي له والذي يتكون من عشرة طوابق، والأخير أدى إلى انهيار مبنى أصغر محاذي له أيضاً مكون من أربعة طوابق. سلسلة من الانهيارات المتتالية جعلت المدينة تمتليء بالغبار والأحجار، تاركةً وراءها كمية هائلة من الركام، و17 قتيل على الأقل.
لو حدث الانهيار قبل ذلك الوقت بدقائق معدودة، لأحدث كوارث حقيقية. فتلك الضاحية، تعتبر مركز للمكاتب وللمسرح الوطني. ولكن الانهيار حدث بعد نهاية دوام الموظفين لحسن الحظ. وقد اكتشف المحققون في الحادث، أنه كان نتيجة خلل في الإنشاء، وضعف في مواد البناء.
هذا الحادث جعل الساطات البرازيلية أكثر تشدداً في كل ما يخص المباني والمنشآت. وأعادت صياغة الكثير من القوانين في هذا المجال.
أدى انهيار مبنى متجر مقاطعة سامبونج إلى قتل 502 شخص، وجرح أكثر من 937. وقد كانت هذا الحادثة الأسوأ في تاريخ كوريا الجنوبية بعيداً عن الحروب. تجاهل القوانين الخاصة بالبناء، ومعايير السلامة في المنشآت، كانا من الأسباب التي أدت إلى الانهيار. كما أن المدير التنفيذي للمشروع، تسرع في تحويل المبنى إلى متجر قبل إنهاء بنائه. وقد كان من الضروري لإضافة السلالم الكهربائية المتحركة، إزالة العديد من الأعمدة الأساسية في البناء.
رفضت الشركة المتعاقدة للبناء هذه التغييرات، كونها تؤثر على سلامة المبنى. إلا أن المدير التنفيذي طردهم، واستعان بشركته الخاصة لإنهاء البناء كما أنه أضاف طابق خامس للمبنى، بالرغم أنه لم يكن مؤسساً لذلك منذ البداية. وحدات التكييف الهوائي في الطابق الأخير ضاعفت من الحمل أربعة أضعاف الحمل الذي تم تأسيس المبنى له. كما أن الإسمنت المستخدم في البناء كان دون المعايير. وبالرغم من اكتشاف الإدارة لشقوق تنذر بالكارثة، إلا أنهم تجاهلوا تلك الإشارات، خوفاً من خسارة العائد اليومي للمتجر. حتى الإنذار الذي أطلقته الإدارة كان قبل الانهيار بسبعة دقائق فقط. مما أدى إلى احتجاز 1500 شخص داخل المتجر عند انهياره.