رام الله - الاقتصادي - ذكر تقرير رسمي حديث صدر بماسبة يوم الصحة العالمي الذي يوافق 7 نيسان/أبريل من كل عام، أن 90% من الأطفال دون الخامسة في قطاع غزة، أصيبوا بمرض معدٍ واحد على الأقل منذ السابع من أكتوبر وحتى تاريخ الثاني من أبريل 2024.
وأشار تقرير لمنظمة الصحة العالمية إلى تسجيل أكثر من 640 ألف إصابة بالتهابات الجهاز التنفسي الحادة، وما يقارب 346 ألف حالة إصابة بالإسهال منها 105,635 بين الأطفال دون سن الخامسة.
وذكر التقرير أنه رصد إشارات إضافية لأوبئة مثل اليرقان وجدري الماء والأمراض الجلدية، فيما أشارت وزارة الصحة في قطاع غزة في تقرير سابق صدر في شهر آذار أنه تم تسجيل أكثر من 31,348 حالة عدوى التهاب الكبد الوبائي "A".
وأدى العدوان الإسرائيلي والحصار المستمر على قطاع غزة وانعدام الإمدادات الطبية والأغذية والمياه والوقود وتعرض العاملين في المجال الطبي إلى استنزاف النظام الصحي.
ومنذ السابع من تشرين الأول وثقت منظمة الصحة العالمية أكثر من 600 اعتداء على المرافق الصحية في الضفة الغربية وقطاع غزة، أدت لتوقف العديد من المستشفيات والمراكز الصحية عن العمل، فمن أصل 36 مشفى عاملا في قطاع غزة هناك 10 مستشفيات فقط تعمل بشكل جزئي (4 في شمال القطاع، و6 في الجنوب والوسط)، وتوقف 76٪ من مراكز الرعاية الصحية الأولية .
وفي الضفة الغربية، أدى 286 هجوما على الرعاية الصحية إلى منع تقديم الرعاية، بما في ذلك توفير الأدوية والمعدات الأساسية، وإغلاق المستشفيات، ومنع وصول سيارات الإسعاف.
وتعمل المستشفيات في قطاع غزة بما يتجاوز طاقتها بكثير حيث تعمل المستشفيات المتبقية بنسبة 359٪ من طاقتها، ما يعوق جودة وسلامة الخدمات الصحية المقدمة، بسبب ارتفاع أعداد الجرحى حيث بلغ عدد الجرحى أكثر من 75,000 جريح حتى تاريخ 27 اذار.
كما أدى العدوان إلى استشهاد 489 من الطواقم الطبية وأصحاب الاختصاص وإصابة 600 آخرين، إضافة الى اعتقال أكثر من 310، وتدمير أكثر من 126 سيارة إسعاف وخروجها عن الخدمة وفقا للتقرير الصادر عن وزارة الصحة في قطاع غزة حتى 04 نيسان.
يضاف إلى ذلك، ما يقارب 350 ألف مريض مصابون بأمراض مزمنة في قطاع غزة حرموا من تلقي الرعاية الصحية اللازمة منهم حوالي 71,000 مصاب بالسكري، و225,000 شخص مصاب بارتفاع ضغط الدم، و45,000 مصاب بأمراض القلب والاوعية الدموية، وبالإضافة الى المصابين بأمراض السرطان والكلى وأمراض أخرى .
كما يعوق نقص الأدوية الأساسية والمستلزمات والامدادات الطبية وإغلاق مرافق الرعاية الصحية بشكل مباشر من إمكانية الحصول على أدنى الخدمات الصحية للبقاء على قيد الحياة، بالإضافة لإغلاق مستشفى السرطان الوحيد المتخصص لعلاج مرضى السرطان، ومستشفى الأمراض النفسية في القطاع.
ووفقا لدراسة أجرتها اليونيسيف مع مجموعة من الشركاء في شهر شباط الماضي تبين أن حوالي 31% من الأطفال دون عمر السنتين في شمال غزة يعانون من سوء التغذية الحاد، وقد تضاعفت هذه النسبة خلال شهر واحد فقط حيث كانت في شهر كانون الثاني حوالي 16%. بينما ارتفعت النسبة بين الأطفال دون الخامسة من 13% إلى 25% خلال الفترة كانون الثاني- شباط في شمال قطاع غزة ، كما أظهرت الدراسة أن حوالي 5% من الأطفال دون السنتين يعانون من الهزال الحاد في شمال قطاع غزة، وهو يعد أخطر أشكال سوء التغذية حيث يضع الأطفال في أعلى مخاطر العواقب الطبية والوفاة ما لم يتلقوا تغذية علاجية عاجلة. وقبل العدوان على قطاع غزة بلغت نسبة الهزال بين الأطفال دون السنتين 0.6% وفقا للمسح الفلسطيني العنقودي متعدد المؤشرات 2019-2020.
أما في محافظتي رفح وخانيونس اللتان تحظيا بفرص أكبر لوصول المساعدات فقد بلغت نسب سوء التغذية فيهما إلى حوالي 10% و28% على التوالي بين الأطفال دون السنتين.
وأظهر تقرير "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" (IPC)، الذي أعدته مؤسسات تابعة للأمم المتحدة أن حوالي 2,13 مليون شخص في قطاع غزة يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد المصنّف في المرحلة 3 أو أعلى (أزمة أو أسوأ) بين 15 شباط و15 آذار، وما يقارب 677,000 شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الكارثي (المرحلة 5).
كما أشار التقرير أنه من المتوقع وفقا للتقديرات أن يعاني 1.1 مليون شخص في قطاع غزة أي حوالي نصف سكان قطاع غزة من انعدام الأمن الغذائي الكارثي، وأن المجاعة وشيكة في شمال قطاع غزة والمحافظات التابعة ومن المتوقع أن تحدث في الفترة بين الوقت الراهن وشهر أيار.