الاقتصادي- دير البلح-  محمد سليمان- تمكن ثلاثة أطفال هم سعد شحادة (10 أعوام) وشقيقيه سراج (8 أعوام) وإسماعيل (6 أعوام) من النزوح بمفردهم إلى دير البلح وسط قطاع غزة، بعد فرارهم من الجوع الشديد في مدينة غزة خلال رحلة شاقة اجتازوا خلالها حواجز ودبابات الاحتلال التي تفصل شمال القطاع عن جنوبه. 

ويقول سعد لمراسل الاقنصادي، إنهم كانوا يأكلون أعلاف الأرانب وطعام الطيور وبعض الحشائش حتى ورق أشجار التين ويشرون مياه مالحة، لكن كل هذه الأشياء نفذت ولم يعد بإمكانهم الاحتمال أكثر من ذلك، فقرروا الفرار من حي الزيتون شرق مدينة غزة إلى غربها عبر الطريق الساحلي ومن ثم التوجه نحو الجنوب. 

وذكر شقيقه سراج أن بيتهم قصف قبل ثلاثة أشهر واستشهدت أمه وشقيقه وأقاربه، ولم يعد أمامهم سبيل سوى البحث عن الطعام بأي وسيلة في الجنوب، ما دفعهم للاتفاق في ما بينهم على النزوح بمفردهم، خصوصاً وأنهم يعلمون أن جدهم الذي كان يعمل في إسرائيل أطلق الاحتلال سراحه عبر معبر كرم أبو سالم ومتواجد في خيمة قرب مستشفى الأقصى.

ويواصل الاحتلال عدوانه على القطاع لما يزيد عن 150 يومًا، وسط نقص حاد في الغذاء لا سيما في الشمال.

وبحسب الأمم المتحدة فإن المجاعة أصبحت حقيقة "ولم يعد من الممكن تفاديها" في قطاع غزة، حيث يعيش حوالي 2.2 مليون شخص.

من جهتها، أكدت إحدى المنظمات غير الحكومية والتابعة لليونيسف أن "90 بالمئة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 6 إلى 23 شهرا والنساء الحوامل يواجهون نقصا حادا في المواد الغذائية.