الاقتصادي- غزة – محمد سليمان- تتصاعد التحذيرات من تعميق حالة التجويع بشكل غير مسبوق بالقطاع سواء في مدينة غزة وشمالها أو الوسط والجنوب، نتيجة تراجع حجم المساعدات المدخلة عبر معبري رفح مع مصر وكرم أبو سالم مع الاحتلال الإسرائيلي.
وتؤكد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) تراجع حجم المساعدات التي تصل قطاع غزة خلال شهر شباط/فبراير إلى النصف مقارنة بشهر كانون الثاني/يناير الذي سبقه، بينما يشير المفوضة العام للوكالة الأممية فيليب لارازيني عدم وجود ما يكفي من علف الحيوانات في شمال غزة ليأكله الناس هناك بالتزامن مع منع المساعدات من الوصول إلى هناك لتلوح في الأفق "مجاعة من صنع الإنسان".
واستشهد الأسبوع الماضي، عشرات المواطنين وأصيب المئات من الذين كانوا ينتظرون وصول المساعدات من جنوب القطاع إلى شماله عبر الطريق الساحلي غرب مدينة غزة، بينما تدفع حالة التجويع المتصاعدة الأهالي هناك إلى النزوح نحو الجنوب رغم المخاطر المميتة في طريقهم إلى هناك عبر احتيازهم دبابات الاحتلال المتمركزة على الطريق الساحلي.
وروى نازحون اجتازوا وادي غزة نحو الجنوب لمراسل "الاقتصادي"، أنهم لم يتناولوا الخبز المعد من الدقيق الأبيض لأكثر من الشهرين وظلوا يعتمدون على أعلاف الأرانب والطيور والحيوانات قبل نفادها، بالتوازي مع تناول الأعشاب والحشائش وحتى ورق التين.
وحذروا من عدم قدرة من تركوا خلفهم على الاحتمال والصمود أكثر من ذلك إذا لم يتدخل العالم لوقف مجزرة التجويع هناك وإدخال الطعام بأي وسيلة قبل فوات الآوان، وفق تقديرهم.