الاقتصادي - خانيونس - محمد سليمان - على تلة صغيرة في مواصي خانيونس الشمالية جنوب القطاع، بدأ في الأيام الأخيرة تجمع لعشرات البساطات التي تبيع مختلف السلع والبضائع.
وبات يطلق على هذا التجمع "مول التلة"، الذي تشكل بصورة تلقائية مع اكتظاظ المنطقة بالنازحين غير القادرين على الوصول للسوق الوحيد غرب خانيونس بعد اجتياح جيش الاحتلال لمنطقته قبل خمسة أسابيع.
ويحاول النازحون إيجاد مساحات من الحياة لعائلاتهم وأطفالهم في ظل جحيم النزوح عبر إطلاق اسم "مول"، لمنح عائلاتهم وأطفالهم إحساسا بأنهم يتسوقون داخل المولات التجارية التي انتشرت خلال السنوات الأخيرة في قطاع غزة ودمرت معظمها خلال الحرب.
ويضم "مول التلة" معظم السلع من مواد غذائية وخضار وقليل من الملابس والأحذية وحتى بعض الأدوات المنزلية واحتياجات السباكة والكهرباء وغيرها.
يقول محمود شعت (38 عاما) النازح من مدينة غزة لمواصي خانيونس، أنه يأخذ أطفاله الثلاثة بشكل منتظم على "مول التلة" ويمنحهم متعة التنقل بين بسطات الباعة والتسوق أحيانا إذا كانت الأسعار مناسبة.
ولفت في حديثه لمراسل "الاقتصادي" إلى أن الشارع تحول إلى وجه للعائلات النازحة للالتقاء والبيع والشراء وحتى الترفيه عن الأطفال الذي يجدون بعض ما يسليهم.
وتعصف بالغزيين أزمة حادة ومركبة، ناجمة عن شح السيولة والارتفاع المهول في الأسعار ضربت بقوة كل تفاصيل الحياة اليومية، نتيجة الحرب الإسرائيلية التي أوقفت عجلة الاقتصاد وتسببت في "شلل" شبه في القطاع الصغير، الذي يعاني غالبية سكانه (2.2 مليون نسمة) من معدلات هائلة في الفقر والبطالة.
وتقدر منظمات دولية أن الحرب تسببت في نزوح 80% من سكان القطاع، يقدر عددهم بنحو مليون و600 ألف نسمة، أكثر من مليون منهم يقيمون في مراكز إيواء تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، ومدارس حكومية ومرافق عامة.
ومنذ بداية العدوان، تغلق إسرائيل معبر كرم أبو سالم التجاري الوحيد، وكان يمر عبره قبل اندلاع الحرب حوالي 500 شاحنة باحتياجات مختلفة، إضافة إلى كميات تكفي استهلاك سكان غزة اليومي من الوقود وغاز الطهي.