أطفال ينبشون "القمامة" في غزة لإعالة عائلاتهم
8:52 صباحاً 25 كانون الثاني 2024

أطفال ينبشون "القمامة" في غزة لإعالة عائلاتهم

الاقتصادي - الأناضول - بين أكوام النفايات التي تمتد على مساحة واسعة من المنطقة الحدودية مع مصر، بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، يبحث مجموعة من الأطفال والمواطنين عن الخردة البلاستيكية التي يتم استعمالها كبديل متوفر عن "الحطب" المستخدم لإشعال النيران وطهو الطعام.

هؤلاء الأطفال، بعضهم نزح من مدينة غزة إلى رفح، برفقة عائلاتهم، دون أن يصطحبوا معهم أي مستلزمات أو إمكانيات تسهل عليهم سبل الحياة الصعبة.

ويأتي التوجه لنبش النفايات وسط حياة اقتصادية متدهورة للغاية يعيشها النازحون، في ظل عدم توفر أي مصدر للدخل.

ومع بداية الحرب الإسرائيلية على القطاع وقطع إسرائيل لإمدادات الوقود وغاز الطهي، لجأ سكان غزة لاستخدام الحطب كبديل لإشعال النيران وطهو الطعام.

لكن مع ارتفاع الطلب على "الحطب" وزيادة سعره، لجأ المواطنون لاستخدام المواد البلاستيكية وأكياس النايلون والأوراق لإشعال النيران.

وسبق وأن حذرت منظمات حقوقية وأممية من خطر انتشار الأمراض الجلدية والتنفسية والتهاب السحايا والكبد الوبائي بين النازحين، بسبب قلة مستوى النظافة وعدم توفر مياه وغذاء صحي سليم ونظيف.

 "ننبش لإعداد الطعام"

فوق أكوام النفايات، يبحث الطفل ناجي أبو سلمان، الذي وصل إلى رفح قادما من مدينة غزة، عن المخلفات البلاستيكية والورقية التي تصلح لإشعال النيران، لمساعدة عائلته على طهي الطعام.

ويتجول أبو سلمان، في هذا المكب، حاملا كيسين كبيرين على ظهره، متجاهلا احتمالية استهدافه من الطائرات الإسرائيلية أو إصابته في محيط المكان.

وقال: "نبحث هنا عن البلاستيك، لاستخدمه في إشعال النيران وطهي الطعام وصناعة الخبز".

وأوضح أن عائلته لم تصطحب معها أي مستلزمات من غزة، تمكنها من طهي الطعام.

وأعرب عن أمنياته في العودة إلى مدينة غزة وحيه السكني ومنزله.

أما الطفل أحمد حمد، فقال، إنه "ينبش النفايات ليعثر على مواد بلاستيكية تساعد عائلته في طهي (الأكل) والخبز".

وأضاف: "لا تتوفر لدينا سيولة نقدية لشراء الحطب لإشعال النيران"، في ظل تضاعف أسعاره لأسباب يرجعها التجار إلى "ندرة توفره".

وأشار حمد، إلى أنه وعائلته يقيمان في مدرسة "القادسية" برفح، والتي تحولت مع الحرب إلى مركز للإيواء يضم نازحين، حيث يتم إعداد الطعام هناك.

وتأتي عملية النبش، دون أن يراعي الأطفال أي معايير تضمن سلامتهم الصحية والجسدية.

وفي وقت سابق الأربعاء، حذر متحدث وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في غزة عدنان أبو حسنة، في تصريح مصور، من أن مدينة رفح تشهد انتشارا كبيرا ومضاعفا لـ"الأمراض المعوية والجلدية والكبد الوبائي والتهاب السحايا بين النازحين".

كما حذر من "انهيار خطير" في الأوضاع الصحية والبيئية نتيجة الازدحام الشديد بالمدينة، خاصة داخل مراكز الإيواء.

والثلاثاء، وصفت متحدثة برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة عبير عطيفة، رفض إسرائيل وصول البعثات الإنسانية إلى شمال قطاع غزة بـ"القيود الممنهجة".

وبحسب البرنامج، فإن إسرائيل ضاعفت، منذ مطلع العام، القيود على وصول بعثات الإغاثة إلى قطاع غزة في الأسبوعين الأوليين من يناير/ كانون الثاني الجاري.

Loading...