الاقتصادي - بثينة سفاريني - لم تكن حركة المقاطعة للمنتجات الإسرائيلية والدول الداعمة للاحتلال هذه المرة كما سابقاتها، في ظل عدوان الاحتلال الأهوج على غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وأصبح المواطن في الضفة أكثر اهتماما بقراءة البلد المصنع للمنتج ورفضه إن كان إسرائيليا أو من الدول الداعمة للاحتلال، وفق حديث مع موظفين في محلات تجارية بمدينة رام الله.
وكانت حملات المقاطعة في السابق تتسم بالموسمية، أي أنها تتصاعد كلما زادت جرائم الاحتلال، أما الآن، فيبدو أن الوضع مختلف، وسط تعويل على ديمومة المقاطعة أفضل من أي وقت مضى.
قال محمد الفار مدير إحدى هذه المحلات في المدينة إن المقاطعة هذه المرة كانت مغايرة من ناحية قوتها، حيث وصلت إلى نحو 90% منذ 7 أكتوبر الماضي.
ويمكن لهذا المحل أن يستمر في مقاطعة المنتجات الإسرائيلية، لأن الأصناف فيه ليست واسعة بما يشمل مواد التنظيف على سبيل المثال.
وفي السياق، قالت سمير العواودة موظف في محل آخر، إن المحل كان يعرض منتجات إسرائيلية كالأجبان والألبان، لكن بعد الحرب أصبح المواطن يميل للمنتج الوطني.
ويسأل المواطن في المحل عن بدائل لمنتج لبن "الشيمينت" أو الجبنة الصفراء.
وقدر سمير نسبة المقاطعة بـ 70%، رغم أن مقاطعة المنتجات الداعمة للاحتلال ليست بحجم مقاطعة المنتجات الإسرائيلية.
وحول استمرارية المحل بعرض منتجات إسرائيلية، قال إن الأمر يعتمد أكثر على المواطنين وعدم رغبتهم في الظروف الراهنة بالمنتجات الإسرائيلية، دون ذكر توقعات للمرحلة المقبلة.
ومحل آخر في منطقة رام الله التحتا، وصلت المقاطعة فيه لتشمل بعض المنتجات العربية.
قال خالد مصباح الموظف في المحل، إن نسبة المقاطعة من بداية الحرب ولغاية الشهر والنصف شهر منها تقريبا وصلت إلى نحو 90% سواءً للمنتجات الإسرائيلية أو الداعمة.
وقد تراجعت هذه النسبة في الأيام اللاحقة، حيث يطلب بعض المواطنين منتجات إسرائيلية بالاسم، وفي المقابل هناك من لا يزال مستمراً في المقاطعة منذ بدء العدوان على غزة.
وأكمل أن سؤال الناس حول المنتج الوطني البديل تركز في منتجات مسحوق ومعطر الغسيل، مع توفر البديل الوطني لهذه المنتجات في بعض الأحيان.
حماية المستهلك: المنتج الوطني هو الأصل
قالت رانيا خيري أمين سر جمعية حماية المستهلك في رام الله والبيرة إن الأصل هو المنتج الوطني.
وأضافت أن مشاهد الإبادة الجماعية دفعت الناس إلى مقاطعة المنتجات الإسرائيلية أو الداعمة، حيث امتد الأمر خارج فلسطين ليشمل دولا عربية أخرى كمصر والأردن وغيرهما.
وشجعت المقاطعة على بروز المنتج الوطني في فلسطين وغيرها،
وشجعت المقاطعة على بروز المنتج الوطني في فلسطين وغيرها، ما انعكس على دعم الاقتصاد الوطني ومنتجاته وخلق فرص عمل في المصانع، وفقًا لخيري.
وانتشرت حملات مقاطعة في دول عربية وغربية دعمًا للقضية الفلسطينية ورفضًا لحرب الإبادة الجماعية في القطاع، حيث أصبحت بعض المحال شبه فارغة من الزبائن ما أثر على اقتصادها.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة ماكدونالدز كريس كمبنسكي إن عددا من الأسواق في الشرق الأوسط، وبعضها الآخر خارج المنطقة تشهد "تأثيرا ملموسا في الأعمال".
"ماكدونالدز" تقر بتراجعها في أسواق الشرق الأوسط بسبب الحرب على غزة
كذلك هبط سهم ستاربكس بسبب المقاطعة الشعبية الواسعة على خلفية حرب إسرائيل على غزة، وإضرابات الموظفين، وضعف الإقبال على الحملات الترويجية.
رحلة هبوط سهم "ستاربكس" في الشهر الأخير