وكالات- الاقتصادي- وفقا لعالم الأحياء الجزيئية سيرغي خاريتونوف، يوجد في مجتمع العلماء نهجان بشأن عملية الشيخوخة.
يفترض النهج الأول أن عملية شيخوخة الجسم هي برنامج ما. أي إذا حاولنا يمكننا "اختراقها" وإيقافها، وربما حتى عكس اتجاهها. أما النهج الثاني فيفترض عدم وجود برنامج، وأن تدمير الجسد ناجم عن الأضرار والأخطاء والإصابات التي تتراكم طوال الحياة.
ولكن أين تخفى عملية الشيخوخة؟ من المنطقي الافتراض أن الجينات هي التي تحمل برامج الشيخوخة. ولكن يمكن أن تخفى هذه البرامج في بنى خلوية أخرى مثل الميتاكوندريا.
ويقول العالم: "يجري البحث في الميتاكوندريا أيضا عن سبب الوفاة والشيخوخة. لأنه من المعروف أن وظيفة الميتوكوندريا تتغير بشكل كبير مع تقدم العمر في جميع خلايا الجسم، وبالتالي يتغير إمداد الخلية".
فمثلا اكتشف العلماء نمطا مثيرا للاهتمام: كلما زادت "المشكلات" في الميتوكوندريا، كلما أصبحت أكثر مرونة. مع تقدم العمر، تزداد كمية الميتوكوندريا التالفة في الجسم، التي تبدأ في النهاية بإزاحة الخلايا التي تعمل بشكل طبيعي.
ومن أجل إيجاد برامج مسؤولة عن عملية الشيخوخة يجري العلماء تجارب مختلفة على الحيوانات ومزارع الخلايا. لأنه أخلاقيا يستحيل إجراء مثل هذه التجارب على البشر. ولكن هناك دائما من يتطوع ويعبر عن استعداده للخضوع لمثل هذه التجارب.
ويقول خاريتونوف موضحا: "كثير من الناس الذين يعتقدون أنهم "اخترقوا" شيئا ما، فهموا شيئا لا يفهمه أحد، ويختبرون هذه الأشياء على أنفسهم. هكذا ولدت القرصنة الحيوية "biohacking"- وهو نهج لاستخدام معرفة العلوم الحديثة لتحسين المؤشرات البيوكيميائية والإنتاجية، والأداء أو النتائج الرياضية أو متوسط العمر المتوقع".