الاقتصادي- بثينة سفاريني- ألقى العدوان الإسرائيلي بظلاله على كل مناحي الحياة في قطاع غزة. ومع انتهاء الهدنة المؤقتة التي استمرت أربعة أيام، تكشفت ملامح الدمار الهائل الذي لم يستثن شيئاً. 

المعالم التاريخية والأثرية والسياحية طالتها آلة الحرب، ومسحت بعضها عن بكرة أبيها.

قال د. حمدان طه، وكيل وزارة السياحة السابق، إن هناك خسائر كبيرة لحقت بقطاع السياحة في القطاع، والذي كان يعتمد بشكل رئيس على السياحة الداخلية، نظرًا للحصار المفروض على القطاع منذ نحو 17 عامًا.

وأضاف في حديث مع "الاقتصادي"أن طائرات الاحتلال دمرت بشكل كلي أو جزئي لعدد كبير من المواقع الأثرية والمباني التاريخية، أبرزها كنيسة القديس برفيريوس التاريخية في حي الزيتون (كنيسة القديس برفيريوس، هي كنيسة أرثوذكسية شرقية، وهي أقدم كنيسة في المدينة. يعود تاريخ البناء الأصلي للكنيسة إلى عام 407م)، وكذلك المسجد العمري (المسجد الأكبر والأقدم في القطاع).

كما طال القصف قلعة برقوق في خانيونس، والمستشفى المعمداني الواقع في حي الزيتون، حيث نفذ الاحتلال فيه مجزرة راح ضحيتها أكثر من 500 شهيد.

وأضاف حمدان طه أن طائرات الاحتلال دمرت مجموعة كبيرة من الأحياء السكنية بالقطاع، كالرمال والزهراء، إضافةً إلى تدمير نحو 16 جامعة.

وشملت أعمال التدمير أيضًا مركز "رشاد الشوا" الثقافي في حي الرمال بمدينة غزة، ومتحفي القرارة الثقافي والعقاد في خانيونس، وفق طه.

وأوضح أن تقدير حجم الأضرار والخسائر التي لحقت بقطاع السياحة والأماكن التراثية والثقافية لا يمكن أن يتم في ظل استمرار العدوان على القطاع، داعيًا المؤسسات الرسمية ذات العلاقة بإجراء حصر كامل بالأضرار التي لحقت بقطاع السياحة والتراث الثقافي بالقطاع، بالتعاون مع منظمات عربية ودولية، وذلك لتقدير حجم الخسائر ووضع برنامج للـتأهيل والإعمار.

وأفاد تقرير رسمي من القطاع بأن 46 ألف وحدة سكنية تعرضت للهدم الكلي في القطاع، إضافةً إلى 234 ألف وحدة سكنية تعرضت للهدم الجزئي، ما يعني أن أكثر من 60% من الوحدات السكنية في القطاع تأثرت بالعدوان، ما بين هدم كلي وغير صالح للسكن وهدم جزئي.