رام الله- الاقتصادي-هل تتأثر أسعار الأسهم بالافصاحات الصادرة عن الشركات؟ سؤال يطره كثير من الراغبين بالاستثمار في بورصة فلسطين، فكيف يمكنك أن تحدد أن الوضع الراهن مناسب لشراء الأسهم والسندات في البورصة أم لا؟

في إجابته على هذه التساؤلات يرى الخبير المالي والمحاضر الجامعي في بيرزيت أ. عدنان أبو الحمص، أن التداول الضعيف في السوق لا يعطي مؤشرات حول انعكاس الافصاحات للشركات المدرجة في البورصة على أسعار تداول أسهمها، معربا عن أن أمله أن تسهم هذه النتائج في رفع أحجام التداول عند الشركات الرابحة.

ويضيف أبو الحمص أنه بحسب نتائج الشركات في فلسطين نلاحظ أنه في الربع الثالث من العام الجاري  أصدرت البورصة بيانا مفاده أن محصلة أرباح الشركات المدرجة تجاوزت 212 مليون دولار بعد الضريبة حسب إفصاحات الشركات المدرجة عن البيانات المالية غير المدققة للشهور التسعة من العام، وهذا يعكس تحسنا في أداء الشركات رغم الأوضاع والظروف التي تعيشها فلسطين، كما يعكس قدرة الاقتصاد الفلسطيني على التكيف مع الظروف المحيطة وأن يحقق بعض النمو ولو طفيفا، مقارنة مع المؤشرات في دول العالم العربي الأخرى.

وبالنسبة للشركات كلها أفصحت حوالي 45 شركة عن بياناتها من أصل 49 شركة مدرجة، 69% من الشركات المفصحة حققت أرباحا عن الشهور التسعة من العام الجاري، أي حوالي 34 شركة حققت أرباحا و15 شركة تكبدت خسائر في الربع الثالث من العام الجاري.

نصيحة بالاستثمار في السوق في الوقت الراهن

وقال أبو الحمص إنه بالنسبة للسوق الفلسطيني فإن الوقت مناسب للاستثمار، لأن مؤشر القدس وهو المؤشر الرئيس في بورصة فلسطين يقف عند 500 إلى 520 نقطة، علما أنه كان في فترة من الفترات قبل عام 2008 ثلاثة أضعاف هذا الرقم، وهذه المؤشرات مشجعة للاستثمار، فالأسعار منخفضة مقارنة بالسنوات السابقة، ولكن هناك ظروف سياسية تدفع رأس المال إلى عدم الدخول في الأسواق بسبب الظروف السياسية الراهنة محليا.

لكنه في الوقت نفسه رأى أنه بسبب الأوضاع السياسية الموجودة في فلسطين وفي العالم العربي يحجم المستثمرون عن الدخول في الأسواق، لكن محليا الاقتصاد الفلسطيني نجح في التكيف رغم كل الظروف، والأسعار مواتية للجميع الآن للاستثمار في السوق الفلسطيني.

الشركات تتأثر بالافصاحات

فيما يتعلق بالأوضاع بشكل عام رأى أبو الحمص، ان أول شيء تتأثر الأسهم به هو النتائج الربعية الصادرة في الربع الأول والثاني والثالث أو حتى في نهاية العام بالنتائج السنوية، مؤكدا أنه كلما حققت الشركة أرباحا ونتائج مالية كان الوضع أفضل وزادت أسعارها بالسوق المحلي، وبشكل عام تتأثر أسعار الشركات خصوصا التي يجري تداولاها في الأسواق المالية بنتائج الشركات الربعية والسنوية بطبيعة الحال.

وبين أبو الحمص أن التأثر عادة يكون تأثرا إيجابيا بالأرباح، وفي الوقت الراهن مازالت الأسواق العالمية وبالذات الأسواق العربية تعاني من آثار الأزمة المالية في العام 2008 والتي اصطلح على تسميتها بأزمة الرهن العقاري، في حين نجحت الأسواق الأوروبية والأميركية بتحقيق تحسن وتجاوز للأزمة، لكن الأسواق العربية لم تعد إلى سابق عهدها قبل أزمة الرهن العقاري التي عصفت بالأسواق العالمية قبل سبع سنوات بسبب  أن السوق المالي هو مرآة أو مؤشر على الوضع الاقتصادي في هذه الدول، نوعا ما أسواق الأردن والأمارات لم تقفز قفزة نوعية للعودة إلى ما قبل عام 2008.