يهيمن حالياً على صناعة الإلكترونيات استخدام المكونات اللينة، وخاصة السليكون، لقوتها وأدائها العالي. كما أن شرائح الإلكترونيات الدقيقة، والألواح الشمسية، والشاشات المختلفة، جلها تحتوي على عنصر السيليكون بنسب متفاوتة.
ويصل سوق السيليكون المتنامي إلى مئات المليارات من الدولارات، وخصوصاً بعد عام 2000، وبعدما نال آلان هيجر وآلان ماكديرميد وهيديكي شيراكاوا جائزة نوبل في الكيمياء لاكتشافهم البوليمرات الموصلة للكهرباء، التي تظهر كالبديل لاستخدام المعادن.
وتعتبر البوليمرات جزيئات كيميائية مركبة في سلسلة طويلة جداً مثل البلاستيك والألياف الطبيعية (السليلوز، الكيراتين ...)، والمطاط والمواد اللاصقة والدهانات واللدائن وغيرها. وخلافا لمادة السيليكون، والتي تستخرج من أصل معدني، فإن البوليمرات يتم استخراجها من الكائنات الحية أو تصنيعها في المختبرات.
وجاءت حقيقة اكتشاف البلاستيك كموصل للكهرباء أو شبه موصل كنقطة انطلاق لثورة صناعية جديدة، حيث إن إمكانية التعامل مع هذه المواد في شكل سائل كالحبر، أوحت بفكرة طباعة الدارات الإلكترونية منخفضة التكلفة باستخدام الطابعات النافثة للحبر وعلى ركائز مرنة وعلى مساحات واسعة، مثل طباعة الصحف. وهذه العملية لم تكن ممكنة مع صلابة السيليكون لاستخدامه كركيزة للدارات الإلكترونية. من هنا كانت نقطة انطلاق التكنولوجيا العضوية في مجال صناعة الإلكترونيات وهي مستمرة في نمو سريع.
ومن تطبيقات هذا الاكتشاف، ظهور تقنية OLed (الصمام الثنائي الباعث للضوء العضوي)، والتي بدأت بغزو شاشاتنا. ونظرا لخصائصها التقنية يتوقع أن تهيمن على سوق الصناعات الإلكترونية مستقبلاً رغم التكلفة التي لا تزال عالية نسبياً.
وتتميز هذه الشاشات بإشراقة فائقة، وتباين في درجات الإضاءة والألوان. بالإضافة إلى إمكانية الحصول على شاشات رفيعة جداً، وبسمك بضعة ميليمترات، وبشكل مقوّس أو حتى مرن.
ومقارنة بشاشات LCD أو LED، والتي تتكون من عدة طبقات مركبة بالقرب من نظام إضاءة عكسي والذي يؤثر على سمك الشاشة، فإن شاشات OLED تستطيع في الوقت نفسه أن تشع الضوء واللون، مما يجعل من خفض سمك الشاشة ممكناً.
ويشهد السوق توسعاً هائلاً، غير أن هذا المنتج لا يزال باهظ الثمن نسبياً. ورغم أن تكلفة تصنيعه منخفضة، فإن الحصول على درجة عيوب صفر على سطح الركائز لا يزال معقداً وصعباً، وهذا ما يفسر أيضاً انتشار التقنية في شاشات الصغيرة والهواتف الذكية أكثر منها في شاشات كبيرة.