تتميز الهواتف الذكية بمجموعة من الخصائص والمميزات التي جعلتها تضاهي قدرة الحواسيب، من خلال احتوائها مثلا على أجهزة استشعار متطورة يمكن استخدامها في العديد من التطبيقات.
ودفع هذا الأمر الباحثين والعلماء إلى البحث عن طرق تمكن من تحويل هذه الهواتف إلى أدوات تحليل واستشعار، يمكن الاستفادة منها في عدة مجالات.
وتحويل الهاتف إلى أداة للكشف عن الحمل عند المرأة، أو لمراقبة حالة مرضى السكري، هو الهدف الذي يطمح له فريق الباحثين من جامعة هانوفر بألمانيا من خلال أبحاثهم في مركز التكنولوجيا البصرية. وتمكن هذا الفريق من تطوير ابتكار يمكنه القيام بتحليل العينات البيولوجية (كالدم، اللعاب، والبول) ومن ثم إظهار نتائج تلك التحاليل على التطبيق المتاح على الهاتف الذكي.
ويعتمد هذا الجهاز على تقنية تسمى بـ "رنين البلاسمون السطحي" (Surface Plasmon Resonance)، وتمكن من الكشف عن التفاعلات الجزئية البيولوجية في الوقت الآني، وتحديد مكونات السائل من خلال ملاحظة كيفية امتصاص وانعكاس الضوء على تلك العينة البيولوجية.
وعلى الرغم من أن هذه التقنية ليست بالجديدة، غير أن هؤلاء الباحثين تمكنوا من دمجها في الهواتف الذكية، من خلال تصغير أجزاء الجهاز للتكيف مع حجم الهاتف.
وتتكون الأجهزة التي تقوم بعملية "رنين البلاسمون السطحي" من كاشف ضوئي ومصدر للضوء، حيث تلعب كاميرا الهاتف في هذا الابتكار دور الكاشف الضوئي، بينما تم استخدام فلاش الكاميرا كمصدر للضوء بالإضافة إلى موصل من الألياف البصرية على شكل الحرف "U" بقطر 400 ميكرومتر وبطول 10 ملليمترات يربط بين الكاشف والمصدر الضوئي.
وللوقوف على مدى نجاعة هذا الابتكار، قام الباحثون باختبار مدى حساسيته اعتمادا على تجارب من مادة "الغلسرين" بتراكيز مختلفة تستخدم كمعيار. وأظهرت النتائج تقارباً واضحاً في الدقة، التي تعطيها الأجهزة الطبية والتي تم التوصل إليها عن طريق الهاتف الذكي.
إن هذه الطريقة البسيطة في دمج جهاز استشعار من الألياف الضوئية منخفضة التكلفة للهواتف الذكية تحققت بنجاح، مما قد يثبت قابلية تطبيقها لقياس معامل الانكسار في السوائل. وهذا يفتح الباب لاستخدامها مستقبلاً لفحوصات طبية عديدة، وعلى سبيل المثال فحص السكري في الدم.