الاقتصادي: "العيدية" عادة اجتماعية ربما لا يصح العيد من غيرها، ينتظرها الأطفال أو حتى يحسبون كم ستكون عيديتهم لهذه السنة ومقارنة الرقم بالعام الماضي، وكذلك حال المعيدين فيحسبون هم أيضًا كم سيتكلفون لهذا العيد لا سيما مع الضغوط الاقتصادية وأزمة الرواتب.
تحدث "الاقتصادي" مع مواطنين من قرى الضفة الغربية لسؤالهم حول "العيدية" وكم يكلفهم الأمر، خاصةً أن البعض يعطي فقط زوجته وبناته وشقيقاته، مقابل توسيع الأمر عند البعض الآخر ليشمل العمات والخالات وبناتهن والأحفاد.
في قرية بيتا جنوب شرق مدينة نابلس يحتاج أحد المواطنين ما بين 2500 إلى 3000 شيكل حتى يعيد أكثر من 23 امرأة من عائلته، موضحًا أنه يعطي لوالدته وزوجته وحماته وشقيقاته 200 شيكل ولعماته وخالاته 100 شيكل ولبناتهن 50 شيكلًا، وللأطفال ما بين 10 إلى 20 شيكلًا.
وأوضح في مقابلة مع "الاقتصادي" أن العيدية ربما لا تكون هي الطريقة الأنسب لإدخال الفرحة للعيد لكنها أصبحت عرفًا اجتماعيًا، مشيرًا إلى أنه يراها عادة طيبة بالرغم من أنها في بعض الأحيان تكون مرهقة وضاغطة ماديًا، حيث يراها البعض كابوسًَا ويضطروا للاستدانة لأداء هذا العرف.
ولفت إلى أن التكاليف المالية في عيد الفطر أعلى من الأضحى، وذلك لأنه يأتي بعد شهر رمضان، الذي يكثر فيه الالتزامات المالية للعائلة، وأضف إليها تكاليف العائلة للعيد، ما يزيد من الأعباء المالية على رب الأسرة.
وفي قرية تل جنوب غرب المدينة، قد تختلف قيمة العيدية عند البعض في حالة كانت الفتاة متزوجة أم لا، فتكون ما بين 200 إلى 250 شيكلًا للمتزوجة مقابل 100 شيكل للعزباء، وهذا ما يفعله أحد المواطنين من القرية والذي يحتاج إلى مبلغ ما بين 2000 إلى 2500 شيكل كـ"عيديات".
وأوضح في حديث لموقعنا أنه يعطي عيدية لبناته الستة وزوجته وشقيقاته الأربعة وكنتان وعماته وغيرهن من صلات رحمه.
وفي طولكرم، قد يعود الاختلاف في قيمة "العيديات" إلى عدد الأشخاص الذين يحصلون على عيدية، فمنهم من يوسع دائرته فيتحاج إلى نحو 3000 شيكل كي يعيد زوجته وأمه وبناته وشقيقاته وغيرهن من صلات رحمه، مقابل تقدير مبلغ 1000 شيكل لتعيد الزوجة والبنات والشقيقات فقط.
قد يختلف الحكم على "العيدية" والنظر إليها على أنها عادة محببة في العيد أم أنها تثقل كاهل المواطنين ماديًا، لا سيما في ظل الظروف الاقتصادية التي يمر بها الشعب الفلسطيني وأزمة الرواتب للموظفين العموميين الممتدة منذ 16 شهرًا.