الاقتصادي - شهدت الدورة الأخيرة من "مؤتمر ستيب" الذي عقد في إمارة دبي، العديد من المبادرات التقنية والمجتمعية المثيرة التي تهدف إلى تحقيق التغيير الإيجابي في المجتمعات وتطوير الأعمال، وكان لافتاً مشاركة مبادرات تعنى باللغة العربية وتطويرها بالإضافة إلى أفكار تحاول تسخير والاستفادة من أحدث التقنيات لمساعدة المجتمع على الارتقاء بمستوى الخدمات.

وجرى هذا التجمع هذا العام بدورته الحادية عشرة، جامعاً رواد الأعمال والمهتمين بالتقنية والابتكار من مختلف أنحاء العالم، حيث يتم تبادل الأفكار والتجارب والمعرفة حول آخر التقنيات والابتكارات التي تشكل مستقبل الأعمال والمجتمعات، وكل ذلك في مدينة دبي للإنترنت.

وضمن المبادرات التي افترشت الأرض الخارجية لمدرج مدينة دبي الانترنت، لفت انتباه كاتب هذا التقرير إلى مجموعة من المشاركين الذين يحاولون الارتقاء بخدماتهم أو محاولة إيجاد وسيلة لتطوير مجتمعاتهم عن طريق التكنولوجيا.

مكتبة الحلبي

بالابتسامة الواسعة والعينات التي تعيد الحنين إلى نوستالجيا زمن القراءة الجميل، تعرض لانا حلبي أمام الزوار المشروع الذي خرج من أحد أزقة العاصمة بيروت إلى المنطقة العربية والعالم بأجمعه.
لانا، التي تدير اليوم وتعمل على تطوير "مكتبة الحلبي" العائلية، تعرض أمام الزوار الخطط التي رسمتها خلال الفترة الماضية من أجل الارتقاء بمفهوم المكتبات بالمنطقة العربية، لاسيما بظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها لبنان، كما مع ازدياد شهية غير العرب للاطلاع على الكتب والمحفوظات الصادرة باللغة العربية خصوصاً كما الأجنبية منها.

اشتهرت مكتبة الحلبي بالفترات السابقة بكونها زاوية ثقافية في بيروت، غير محصورة ببيع الكتب بشكل تقليدي، ولكن يدخل بها الحس الإنساني والثقافي لتشجيع الناس، من مختلف الفئات العمرية، على القراءة والابحار في عالم المعلومات الـ"أوف لاين"، وإقامة أنشطة مناقشات الكتب ونوادي القراءة.

ومن أبرز النقاط التي تعمل لانا عليها خلال مؤتمر ستيب 2023، إعلام الجمهور أن المكتبة لم تعد محصورة بين جدرانها الأربعة، بل بدأت اليوم تتوسع لكي تتحول إلى خادم للمعرفة عبر الانترنت، عبر إتاحة الكتب من الروايات والقصص وغيرها إلى عامة الناس من أجل الشراء عبر ضغط زر أو اثنين لجميع المهتمين حول العالم، وأن عرض "مكتبة الحلبي" في مدينة دبي للانترنت جاء ليؤكد أن عصر الكتب المطبوعة لم ينتهي وأن الاهتمام لا يزال موجوداً وما يحتاج إليه هو الدعم المادي كما التقني لاستمرار تطوير المنصات المستقلة وغير المتصلة بشركات كبرى يمكن وصفها بأنها غرقت بالربح المادي أكثر من مشاركة المعرفة وسعادة قراءة الكتب مع الناس.

موسوعة
وعلى منصة أخرى، تبرز عبارة "موسوعة" مرفوعة باللون الأسود على خلفية بيضاء فوق ممثلتين عن هذه المبادرة.
في البداية قد لا يخطر بالبال ماذا يُعنى هنا بـ"موسوعة"، بخاصة أن أول ما قد يخطر على البال هو الموسوعة الأكثر شهرة حالياً، موسوعة "ويكيبيديا".

ولكن يمامة وزينة جرادات توضحان مباشرة فور طرح هذا التساؤل، أن الأمر ليس بالغريب تماماً عن ما ذكر، ولكن تكمن ميزة "منصة موسوعة" بتطوير كيفية عمل الموسوعات المعرفية على الانترنت، بطريقة تمزج تقنيات الـ"بلوكشاين" مع وسائل لتحفيز انتاج المحتوى العربي بشكل أوسع على الانترنت.
وتضرب "منصة موسوعة" على الوتر الحساس بموضوع إثراء المحتوى العربي على الإنترنت الذي يعاني بشكل كبير. إذ على الرغم من تسجيل أكثر من 500 مليون ناطق باللغة العربية حول العالم، إلا أن أقل من 3% من محتوى الانترنت يتم انتاجه باللغة العربية، ما يعني أن هناك فرصة كبيرة لملئ هذا الفراغ وتقديم المواد الي يطوق إليها مستخدمي المنطقة العربية والناطقين بلغة الضاد عبر الانترنت.